موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٣٧
ابن أبي العاص، فهو أموي بين أمويين. وكان جده المغيرة من أشد الناس عداء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فظفر به (صلى الله عليه وآله وسلم) في خروجه لغزوة (حمراء الأسد) فأمر بضرب عنقه.
قال ابن كثير: المغيرة جد عبد الملك لأمه، وهو الذي جدع أنف حمزة يوم أحد.
تولى عبد الملك الحكم بعهد من أبيه مروان سنة 65 ه‍. وبقي في الملك إلى سنة 86 ه‍. وهي سنة هلاكه، ومدة حكمه 21 سنة وأشهر.
وكان قبل ولايته يجالس العلماء، ويحفظ الحديث ويتعبد في المسجد وكان متقشفا، وقد أنكر على يزيد بن معاوية حربه لعبد الله بن الزبير، وقال - لبعض من سار في ذلك الجيش -: ثكلتك أمك أتدري إلى من تسير؟ إلى أول مولود ولد في الإسلام، ومن حنكه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن حواريه، وابن ذات النطاقين. أما والله إن جئته نهارا وجدته صائما، وإن جئته ليلا وجدته قائما، فلو أن أهل الأرض أطبقوا على قتله لأكبهم الله جميعا في النار. متناسيا أفعال يزيد واقترافه جرائم عظيمة بحق أهل البيت (عليهم السلام) وقتل سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) وأهله وأصحابه وسبي ذراريه.
قال ذلك الرجل - الذي خاطبه عبد الملك بهذا -: فلما صارت الخلافة إلى عبد الملك وجهنا عبد الملك مع الحجاج حتى قتلناه، أي ابن الزبير.
وذلك أن عبد الملك بن مروان - عندما ولي الخلافة - أرسل الحجاج ابن يوسف لحرب ابن الزبير في جيش من أهل الشام، وحوصر ابن الزبير ستة أشهر وسبع عشرة ليلة في بيت الله الحرام، وكان الحجاج يرمي الكعبة بالمنجنيق من جبل أبي قبيس.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»