فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٩
مريم بنت عمران في القرآن والحديث أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (42) يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين (43) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون " [آل عمران / 43 - 45] حديث الملائكة لها باصطفائها وتطهيرها دلت هذه الآيات الثلاث البينات من سورة آل عمران بكل صراحة ووضوح على ما لمريم بنت عمران من المنازل السامية والكرامات الخاصة العالية لها عند الله سبحانه، وعند قومها من بني إسرائيل، فالآية الأولى من هذه الآيات الثلاث دلت على ان مريم كانت محدثة قد حدثتها الملائكة ونادتها باسمها تبشرها بالبشارة العظمى وهي اصطفاء الله تعالى لها، وتطهيرها، واصطفاؤها أخيرا على نساء العالمين، ومعنى الاصطفاء هو الاختيار. وقد جاءت كلمة اصطفاك مكررة مرتين، ولا بد أن يكون التكرار لحكمة.
الحكمة في تكرار اصطفائها وقد ورد عن أبي جعفر الباقر (ع) أن المراد من الاصطفاء الأول هو إن الله اختارها من ذرية الأنبياء، أما الاصطفاء الثاني فهو ان الله اختارها
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 29 30 31 32 33 34 ... » »»