وهي زوجة فرعون موسى الذي بلغ من طغيانه وكفره أن قال: " أنا ربكم الأعلى " [النازعات / 25].
حسب النص القرآني. ولكن زوجته آسية كانت مؤمنة إيمانا عميقا بالله ورسله واليوم الآخر ومؤمنة بموسى رسول زمانها ومخلصة إخلاصا حقيقيا تاما بأعمالها وعباداتها لله عز وجل.
وإنما ضرب الله بها المثل لعباده المؤمنين لثبات إيمانها وعدم تزلزله مع أنها نشأت وعاشت في بيئة كفر، وبيت كفر بالرغم من ذلك استطاعت أن تنجي نفسها وتسير وحدها على الطريق المستقيم والإيمان الثابت الصحيح. وهذا هو شأن المؤمن الحقيقي المخلص لله وحده لا شريك له.
قال إمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه " لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة ".
فالله تعالى قد ساق المثل لعباده المؤمنين بها دون غيرها من سائر المؤمنين والمؤمنات ليثبتوا على إيمانهم ولا يتأثروا في البيئة التي يتغلب عليها الكفر والفسق فينجوا أنفسهم من طغيان الكافرين والفاسقين كما أنجت امرأة فرعون نفسها بمحافظتها على إيمانها وعبادتها فقد تبرأت من قصر فرعون طالبة إلى ربها بيتا في الجنة وقالت " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة " وتبرأت من صلتها بفرعون وهي ألصق الناس به فسألت ربها النجاة منه. كما تبرأت من عمله مخافة أن يلحقها من عمله سوء فطلبت النجاة منه أيضا بقولها " ونجني من فرعون وعمله " وتبرأت من قوم