التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٨
باليمين عين من نحاس يصنع منها ما أحب والقطر النحاس وقيل القطر الحديد والنحاس وما جرى مجرى ذلك كان يسيل له منه أربعة عيون وقيل المعنى أن الله أذاب له النحاس بغير نار كما صنع بالحديد لداود * (نذقه من عذاب السعير) * يعني نار الآخرة وقيل كان معه ملك يضربهم بصوت من نار * (محاريب) * هي القصور وقيل المساجد وتماثيل قيل إنها كانت على غير صور الحيوان وقيل على صور الحيوان وكان ذلك جائزا عندهم * (كالجواب) * جمع جابية وهي البركة التي يجتمع فيها الماء * (راسيات) * أي ثابتات في مواضعها لعظمها * (اعملوا آل داود شكرا) * حكاية ما قيل لآل داود وانتصب شكرا على أنه مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال تقديره شاكرين أو مصدر من المعنى لأن العمل شكر تقديره اشكروا شكرا أو مفعول به * (وقليل من عبادي الشكور) * يحتمل أن يكون مخاطبة لآل داود أو مخاطبة لمحمد صلى الله عليه وسلم * (دابة الأرض تأكل منسأته) * المنسأة هي العصا وقرئ بهمز وبغير همز ودابة الأرض هي الأرضة وهي السوسة التي تأكل الخشب وغيره وقصص الآية أن سليمان عليه السلام دخل قبة من قوارير وقام يصلي متكئا على عصاه فقبض روحه وهو متكئ عليها فبقي كذلك سنة لم يعلم أحد بموته حتى وقعت العصا فخر إلى الأرض واختصرنا كثيرا مما ذكره الناس في هذه القصة لعدم صحته * (تبينت الجن) * من تبين الشيء إذا ظهر وما بعدها بدل من الجن والمعنى ظهر للناس أن الجن لا يعلمون الغيب وقيل تبينت بمعنى علمت وأن وما بعدها مفعول به على هذه والمعنى علمت الجن أنهم لا يعلمون الغيب وتحققوا أن ذلك بعد التباس الأمر عليهم أو علمت الجن أن كفارهم لا يعلمون الغيب وأنهم كاذبون في دعوى ذلك * (في العذاب المهين) * يعني الخدمة التي كانوا يخدمون سليمان وتسخيره لهم في أنواع الأعمال والمعنى لو كانت الجن تعلم الغيب ما خفي عليهم موت سليمان * (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية) * سبأ قبيلة من العرب سميت باسم أبيها الذي تناسلت منه وقيل باسم أمها وقيل باسم موضعها والأول أشهر لأنه ورد في الحديث وكانت مساكنهم بين الشام واليمن * (جنتان عن يمين وشمال) * كان لهم واد وكانت الجنتان عن يمينه وشماله وجنتان بدل من آية ومبتدأ أو خبر مبتدأ محذوف * (كلوا) * تقديره قيل لهم كلوا من رزق ربكم قالت لهم ذلك الأنبياء وروي أنهم بعث لهم ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم * (بلدة طيبة) * أي كثيرة الأرزاق طيبة الهواء سليمة من الهوام * (فأعرضوا) * أي أعرضوا عن شكر الله أو عن طاعة الأنبياء * (فأرسلنا عليهم سيل العرم) * كان لهم سد يمسك الماء ليرتفع فتسقى به الجنتان فأرسل الله على السد الجرذ وهي دويبة خربته فيبست الجنتان وقيل لما خرب السد حمل السيل الجنتان وكثير من الناس واختلف في معنى العرم فقيل هو السد وقيل هو اسم ذلك الوادي بعينه وقيل معناه الشديد فكأنه صفة
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»