تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦١٣
منكم منعته رفدي (1). وعن مجاهد: هو الأسود بن عبد يغوث (2)، وعن السدي:
الأخنس بن شريق (3). (معتد) مجاوز للحق ظلوم، (أثيم) آثم كثير الإثم.
(عتل) غليظ جاف (بعد ذلك) بعد ما عدده من المثالب (زنيم) دعي، قال حسان:
وأنت زنيم نيط في آل هاشم * كما نيط خلف الراكب القدح الفرد (4) وكان الوليد دعيا في قريش ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة من مولده، جعل جفاءه ودعوته أشد معائبه، لأن من جفا وقسا قلبه اجترأ على كل معصية، ولأن النطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا يدخل الجنة ولد الزنا، ولا ولده، ولا ولد ولده " (5).
وعنه (عليه السلام): " لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري، ولا عتل زنيم " (6).
والزنيم: من " الزنمة " وهي الهنة من جلد الماعزة، تقطع فتعلق في حلقها، لأنه زيادة معلقة بغير أهله. (أن كان ذا مال) يتعلق بقوله: (ولا تطع) يعني: ولا تطعه مع هذه المثالب لأن كان ذا مال، أي: ليساره وحظه من الدنيا، ويجوز أن يتعلق بما

(١) تفسير ابن عباس: ص ٤٨١.
(٢) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٥٨٧.
(٣) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٦ ص ٦٣.
(٤) من قصيدة يخاطب الوليد بن المغيرة، حيث شبهه بالقدح المنفرد الفارغ المعلق خلف الراكب. أنظر ديوان حسان بن ثابت: ج ١ ص ٣٩٨، وفيه: " وكنت دعيا نيط في آل هاشم ".
(٥) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير: ج ٢ ص ٢٥٧، وفي التاريخ الصغير: ج ١ ص ٢٦٣، وأبو نعيم في حلية الأولياء: ج 2 ص 308.
(6) أخرجه أحمد في المسند: ج 4 ص 227، والزبيدي في الاتحاف: ج 5 ص 356.
والجواظ: الكثير اللحم الجافي الغليظ الضخم المختال في مشيته، وقيل: المتكبر الجافي، وقيل: الفاجر، وقيل: الصيحاح الشرير. والجعظري: المتكبر الجافي عن الموعظة، وقيل:
القصير الغليظ، وقيل: الفظ الغليظ. (لسان العرب).
(٦١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 607 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 ... » »»