عمدة القاري - العيني - ج ١ - الصفحة ٣٠٥
أسد بن ربيعة بن نزار كانوا ينزلون البحرين وحوالي القطيف والأحساء وما بين هجر إلى الديار المصرية قوله ' ربيعة ' هو ابن نزار بن معد بن عدنان وإنما قالوا ربيعة لأن عبد القيس من أولاده قوله ' مرحبا ' أي صادفت مرحبا أي سعة فاستأنس ولا تستوحش قوله ' خزايا ' جمع خزيان من الخزي وهو الاستحياء من خزى يخزي من باب علم يعلم خزاية أي استحيى فهو خزيان وقوم خزايا وامرأة خزيا وكذلك خزى يخزي من هذا الباب بمعنى ذل وهان ومصدره خزى وقال ابن السكيت وقع في بلية وأخزاه الله والمعنى ههنا على هذا يعني غير أذلاء مهانين فافهم. قوله ' ولا ندامى ' جمع ندمان بمعنى النادم وقيل جمع نادم قوله ' في الشهر الحرام ' المراد به الجنس فيتناول الأشهر الحرم الأربعة رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ويعرف المحرم دون رجب وسمى الشهر بالشهر لشهرته وطهوره وبالحرم لحرمه القتال فيه قوله ' وهذا الحي ' قال ابن سيده أنه بطن من بطون العرب وفي المطالع هو اسم لمنزلة القبيلة ثم سميت القبيلة به وذكر الجواني في الفاضلة أن العرب على طبقات عشر أعلاها الجذم ثم الجمهور ثم الشعوب واحدها شعب ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم العشيرة ثم الفصيلة ثم الرهط وقال الكلبي وأول العرب شعوب ثم قبائل ثم عمائر ثم بطون ثم أفخاذ ثم فصائل ثم عشاءر وقدم الأزهري العشائر على الفضائل قال وهم الأحياء وقال ابن دريد الشعب الحي العظيم من الناس قلت: الجذم بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة أصل الشيء والشعب بالفتح ما تشعب من قبائل العرب والعجم والعمارة بكسر العين وتخفيف الميم وجوز الخليل فتح عينها قال في العباب وهي القبيلة والعشيرة وقيل هي الحي ينفرد بظعنه قوله ' مضر ' بضم الميم وفتح الضاد المعجمة غير منصرف وهو مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويقال لها مضر الحمراء ولأخيه ربيعة الفرس لأنهما لما اقتسما الميراث أعطى مضر الذهب وربيعة الخيل وكفار مضر كانوا بين ربيعة والمدينة ولا يمكنهم الوصول إلى المدينة إلا عليهم وكانوا يخافون منهم إلا في الأشهر الحرم لامتناعهم من القتال فيها قوله ' بأمر فصل ' بلفظ الصفة لا بالإضافة والأمر أما واحد الأمور أي الشأن وأما واحد الأوامر أي القول الطالب للفعل وفصل بفتح الفاء وسكون الصاد المهملة أما بمعنى الفاصل كالعدل أي يفصل بين الحق والباطل وأما بمعنى المفصل أي واضح بحيث ينفصل به المراد عن غيره قوله ' من المغنم ' أي الغنيمة قال الجوهري المغنم والغنيمة بمعنى قوله ' الحنتم ' بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوق قال أبو هريرة هي الجرار الخضر وقال ابن عمر هي الجرار كلها وقال أنس بن مالك جرار يؤتى بها من مضر مقيرات الأجواف وقالت عائشة جرار حمر أعناقها في جنوبها يجلب فيها الخمر من مضر وقال ابن أبي ليلى أفواهها في جنوبها يجلب فيها الخمر من الطائف وكانوا ينبذون فيها وقال عطاء هي جرار تعمل من طين ودم وشعر وفي المحكم الحنتم جرار خضر تضرب إلى الحمرة وفي مجمع الغرائب حمر وقال الخطابي هي جرة مطلية بما يسد مسام الخزف ولها التأثير في الانتباذ لأنها كالمزفت وقال أبي حبيب الحنتم الجرو وكل ما كان من فخار أبيض وأخضر وقال المازري قال بعض أهل العلم ليس كذلك إنما الحنتم ما طلى من الفخار بالحنتم المعمول بالزجاج وغيره قوله ' والدباء ' بضم الدال وتشديد الباء وبالمد وقد يقصر وقد تكسر الدال وهو اليقطين اليابس أي الوعاء منه وهو القرع وهو جمع والواحدة باءة ومن قصر قال دباة قال عياض ولم يحك أبو علي والجوهري غير المد قوله ' والنقير ' بفتح النون وكسر القاف وجاء تفسيره في صحيح مسلم ' أنه جذع ينقرون وسطه وينبذون فيه ' قوله ' والمزفت ' بتشديد الفاء أي المطلي بالزفت أي القار بالقاف وربما قال ابن عباس المقير بدل المزفت ويقال الزفت نوع من القار وقال ابن سيده هو شيء أسود يطلى به الإبل والسفن وقال أبو حنيفة أنه شجر مر والقار يقال له القير بكسر القاف وسكون الياء آخر الحروف قيل هو نبت يحرق إذا يبس يطلى به السفن وغيرها كما يطلى بالزفت وفي مسند أبي داود الطيالسي بإسناد حسن عن أبي بكرة قال أما الدباء فإن أهل الطائف كانوا يأخذون القرع فيخرطون فيه العنب ثم يدفنونه حتى يهدر ثم يموت وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ثم ينتبذون الرطب واليسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت وأما الحنتم فجرار كانت تحمل إلينا فيها الخمر وأما المزفت فهذه الأوعية التي فيها الزفت (بيان الإعراب) قوله ' كنت اقعد ' التاء في كنت اسم كان والجملة اعني اقعد في محل النصب خبره قوله ' مع ابن عباس ' أي مصاحبا معه أو هو بمعنى عند أي عند ابن عباس رضي الله عنهما قوله ' فيجلسني ' عطف على قوله ' اقعد ' فإن قلت
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»