عمدة القاري - العيني - ج ١ - الصفحة ٣٠٨
هو السؤال الذي أجاب عنه ابن رشد فإن قلت قد وقع في رواية البخاري في الزكاة ' وشهادة أن لا إله إلا الله ' بواو العطف قلت هذه زيادة شاذة لم يتابع عليها قوله ' وأن تعطوا ' عطف على قوله ' بأربع ' أي أمركم بأربع وبأن تعطوا وأن مصدرية والتقدير وبإعطاء الخمس من المغنم قوله ' ونهاهم ' عطف على قوله أمرهم قوله ' عن الحنتم ' بدل من قوله عن أربع وما بعده عطف وفيه المضاف محذوف تقديره ونهاهم عن نبيذ الحنتم والدباء قوله ' وربما ' كلمة رب ههنا للتقيل وإذا زيدت عليها ما فالغالب أن تكفها عن العمل وأن تهيئها للدخول على الجمل الفعلية وأن يكون الفعل ماضيا لفظا ومعنى فإن قلت ما تقول في قوله تعالى * (ربما يود الذين كفروا) * قلت هو مؤول بالماضي على حد قوله تعالى " 0 ونفخ في الصور) * قوله ' وأخبروا بهن ' بفتح الهمزة قوله ' من ورائكم ' مفعول ثان لا خبروا ومن بفتح الميم موصولة مبتدأ وقوله وراءكم خبره والتقدبر أخبروا الذين كانوا وراءكم واستقروا ورواية البخاري بفتح من كما ذكرنا وكذا رواية مسلم من طريق ابن المثني وغيره ووقع له من طريق ابن أبي شيبة من ورائكم بكسر الميم والهمزة (بيان المعاني) قوله ' كنت اقعد مع ابن عباس رضي الله عنهما ' يعني زمن ولايته البصرة من قبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ووقع في رواية البخاري في العلم بيان السبب في إكرام ابن عباس لأبي جمرة وهو ' كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس ' وفي مسلم ' كنت بين يدي ابن عباس وبين الناس ' فقيل أن لفظه يدي زائدة وقيل بينه مراده مقدرة أبي بينة وبين الناس قوله ' أترجم ' من الترجمة وهي التعبير بلغة عن لغة لمن لا يفهم فقيل كان يتكلم بالفارسية وكان يترجم لابن عباس عمن تكلم بها وقال ابن الصلاح وعندي أنه كان يبلغ كلام ابن عباس إلى من خفي عليه من الناس أما الزحام أو لاختصار يمنع من فهمه وليست الترجمة مخصوصة بتفسير لغة بلغة أخرى فقد أطلقوا على قولهم باب كذا اسم الترجمة لكونه يعبر عما يذكره بعد قال النووي والظاهر أنه يفهمهم عنه ويفهمه عنهم وقال القاضي فيه جواز الترجمة والعمل بها وجواز المترجم الواحد لأنه من باب الخبر لا من باب الشهادة على المشهور قلت قال أصحابنا والواحد يكفي للتزكية والرسالة والترجمة لأنها خبر وليست بشهادة حقيقة ولهذا لا يشترط لفظة الشهادة قوله ' أن وفد عبد القيس ' قال النووي كانوا أربعة عشر راكبا كبيرهم الأشج وسمى منهم صاحب التحرير وصاحب منهج الراغبين شارحا مسلم ثمانية أنفس * الأول رئيسهم وكبيرهم الأشج واسمه المندر بن عائذ بالذال المعجمة بن المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر كذا نسبه أبو عمر وقال ابن الكلبي المندر بن عوف بن عمرو بن زياد بن عصر وكان سيد قومه قلت عصر بفتح المهملتين بن عوف بن عمرو بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بضم اللام وفي آخره زاي معجمة بن افصى بالفاء بن عبد القيس بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم الأشج لأثر كان في وجهه * الثاني عمرو بن المرجوم بالجيم واسم المرجوم عامر بن عمرو بن عدي بن عمرو بن قيس بن شهاب بن زيد بن عبد الله بن زياد بن عصر كان من أشراف العرب وساداتها * الثالث عبيد بن همام بن مالك بن همام * الرابع الحارث بن شعيب * الخامس مزيدة بن مالك * السادس منقذ بن حبان * السابع الحارث بن حبيب العايشي بالمعجمة * الثامن صحار بضم الصاد وتخفيف الحاء وفي آخره راء كلها مهملات وقال صاحب التحرير لم أظفر بعد طول التتبع لأسماء الباقين قلت الستة الباقية على ما ذكروا هم عتبة بن حروة والجهيم بن قثم والرسيم العدوي وجويرة الكندي والزارع بن عائد العبدي وقيس بن النعمان وقال البغوي في معجمة حدثني زياد بن أيوب ثنا إسحاق بن يوسف أنبأنا عوف عن أبي القموس زيد بن علي حديث الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس وفيه قال النعمان بن قيس ' سألناه عن أشياء حتى سألناه عن الشراب فقال لا تشربوا من دباء ولا حنتم ولا في نقير واشربوا في الحلال الموكي عليه فإن اشتد عليكم فاكسروا بالماء فإن أعياكم فاهريقوه ' الحديث فإن قلت روى ابن منده ثم البيهقي من طريق هود العصري عن جده لأنه مزيدة قال ' بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذا قال لهم سيطلع لكم من هذا الوجه ركب هو خير أهل المشرق فقام عمر رضي الله عنه فلقي ثلاثة عشر راكبا فرحب وقرب من القوم وقال من القوم قالوا وفد عبد القيس وروى الدولابي
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»