عمدة القاري - العيني - ج ١ - الصفحة ٣٠٦
الاجلاس قبل القعود فكيف جاء بالفاء قلت الاجلاس على السرير بعد القعود وما الدليل على امتناعه قوله ' اجعل ' بالنصب بأن المقدرة بعد حتى وسهما منصوب لأنه مفعول اجعل وكلمة من في من مالي بيانية مع دلالته على التبعيض قوله ' فأقمت معه ' أي مصاحبا له وإنما قال معه ولم يقل عنده مطابقة لقوله أقم عندي لأجل المبالغة لأن المصاحبة بلغ من العندية قوله ' شهرين ' نصب على الظرف والتقدير مدة شهرين قوله ' من القوم ' جملة اسمية وكلمة من للاستفهام قوله ' أو من الوفد ' شك من الراوي والظاهر أنه شعبة ويحتمل أن يكون أبا جمرة وليس كما قال الكرماني والظاهر أنه من ابن عباس رضي الله عنهما قوله ' ربيعة ' خبر مبتدأ محذوف تقديره نحن ربيعة والجملة مقول القوة قوله ' قال مرحبا ' أي قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا وهو اسم وضع موضع الترحيب وانتصابه على المصدرية من رحبت الأرض ترحب من باب كرم يكرم رحبا بضم الراء إذا اتسعت قال سيبويه هو من المصادر النائية عن أفعالها تقديره رحبت وقال غيره هو من المفاعيل المنصوبة بعامل مضمر لازم اضماره تستعمله العرب كثيرا ومعناه صادفت رحبا أي سعة فاستأنس ولا تستوحش وفي العباب والعرب تقول أيضا مرحبك الله ومسهلك ومرحبابك الله ومسهلا وقال العسكري أول من قال مرحبا سيف ذو يزن فإن قلت أنه بالإضافة صار معرفة وشرط الحال أن تكون نكرة قلت شرط تعرفه أن يكون المضاف ضدا للمضاف إليه ونحوه وههنا ليس كذلك ويروى غير بكسر الراء على أنه صفة للقوم فإن قلت أنه نكرة كيف وقعت صفة للمعرفة قلت للمعرف بلا جنس قرب المسافة بينه وبين النكرة فحكمه حكم النكرة إذ لا توقيت فيه ولا تعيين وفي رواية مسلم ' غير خزايا ولا ندامى ' باللام في الندامى وفي بعض الروايات ' غير الخزايا ولا الندامى ' باللام فيهما وقال النووي وفي رواية البخاري في الأدب من طريق أبي التياح عن أبي جمرة ' مرحبا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى ' ووقع في رواية النسائي من طريق قرة ' فقال مرحبا بالوفد ليس خزايا ولا النادمين ' وهذا يشهد لمن قال كان الأصل في ولا ندامى نادمين ولكنه اتبع خزايا تحسينا للكلام كما يقال لا دريت ولا تليت والقياس لا تلوت والغدايا والعشايا والقياس بالغدوات فجعل تابعا لما يقارنه وإذا أفردت لم يجز إلا الغدوات وكذلك قوله عليه السلام ' ارجعن مأزورات غير مأجورات ' ولو أفردت لقيل موزورات بالواو لأنه من الوزر ومنه قول الشاعر * هناك أخبية ولاج ابوية * فجمع الباب على ابوبة اتباعا لاخبية ولو أفرد لم يجز وقال القزاز والجوهري ويقال في نادم ندمان فعلى هذا يكون الجمع على الأصل ولا يكون من باب الاتباع قوله ' أن نأتيك ' في محل النصب على المفعولية وأن مصدرية والتقدير أن لا نستطيع الاتيان إليك قوله ' الحرام ' بالجر صفة للشهر وفي رواية الأصيلي وكريمة إلا في شهر الحرام وهي رواية مسلم أيضا وهو من إضافة الاسم إلى صفته بحسب الظاهر كمسجد الجامع ونساء المؤمنات ولكنه مؤول تقديره إلا في شهر الأوقات الحرام ومسجد الوقت الجامع وقال بعضهم هذا من إضافة الشيء قلت إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز كما عرف في موضعه وفي رواية قرة أخرجها البخاري في المغازي ' إلا في أشهر الحرم ' وتقدير في أشهر الأوقات الحرم والحرم بضمتين جمع حرام وفي رواية حماد بن زيد أخرجها البخاري في المناقب (غلا في كل شهر حرام ' قوله ' وبيننا وبينك ' الواو فيه للحال وكلمة من في قوله ' من كفار ' مضر للبيان ومضر مضاف إليه ولكن جره بالفتح لأن الصرف منع منها للعملية والتأنيث قوله ' فمرنا ' جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر في مر والمفعول وهو نا وأصل مر أؤمر بهمزتين لأنه من أمر يأمر فحذفت الهمزة الأصلية للاستثقال فصار امر فاستغنى عن همزة الوصل فحذفت فبقى مر على وزن عل لأن المحذوف فاء الفعل قوله ' بأمر فصل ' كلاهما بالتنوين على الوصفية لا الإضافة قوله ' نخبر به ' روى بالرفع وبالجزم أما الرفع فعلى أنه صفة لامر وأما الجزم فعلى أنه جواب الامر قوله ' من وراءنا ' كلمة من بفتح الميم موصولة في محل الرفع على الابتداء وقوله وراءنا خبره والجملة في محل النصب على أنها مفعول نخبر والخبر في الحقيقة محذوف تقديره من استقروا وراءنا أي خلفنا والمراد قومهم الذين خلفوهم في بلادهم وقد علم أن نحو خلف ووراء إذا وقع خبرا فإن كان بدلا عن عامله المحذوف نحو زيد خلفك أو وراءك بقي على ما كان عليه من الإعراب وإن لم يكن بدلا نحو ظهرك خلفك ورجلاك أسفلك جاز فيه الوجهان النصب على الظرفية والرفع على الخبرية. ثم اعلم أن لفظة وراء من الاضداد لأنه يأتي بمعنى خلف وبمعنى قدام وهي مؤنثة وقال
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»