شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ٢٢٨
يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد وأعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
* الشرح:
(محمد بن أبي عبد الله، عمن ذكره، عن علي بن العباس (1)، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي إبراهيم (عليه السلام) قول هشام بن سالم الجواليقي) مقول القول محذوف وهو أنه صورة.
والجواليق بفتح الجيم جمع جولق بضمها وفتح اللام معرب جوال وهو وعاء ينسج من الشعر والصوف وكان النسبة لكونه بايعها.
(وحكيت له: قول هشام بن الحكم إنه جسم فقال: إن الله تعالى لا يشبهه شيء) كما قال: «ليس كمثله شيء» و «لم يكن له كفوا أحد» (أي فحش أو خنى) الخنا الفحش والفساد والعطف يقتضي المغايرة، ولعل الثاني أغلظ من الأول والشك من الراوي أيضا محتمل.
(أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد وأعضاء) مثل الوجه والعين واليد والساق وغير ذلك من الأعضاء والجوارح التي للإنسان وإنما نشأ ذلك الوصف من استيلاء أوهامهم على عقولهم، وقد عرفت أن حكم الوهم لا يترفع عن المحسوسات وما

١ - قوله «عمن ذكره، عن علي بن العباس» وصفه صدر المتألهين بالجراذيني بالراء بعد الجيم والذال المعجمة بعد الألف قبل الياء المنقطة تحتها نقطتين وبعدها النون الرازي رمى بالغلو وغمز عليه، ضعيف جدا له تصنيف في الممدوحين والمذمومين يدل على خبثه وتهالك مذهبه لا يلتفت إليه ولا يعبأ بما رواه (صه).
قال النجاشي روى عنه أحمد بن أبي عبد الله انتهى ولم يكن دأبي في هذه التآليف التعرض لأحوال الرجال لأن أمثال هذه المباحث غنية عن ذكر الأسانيد وانما الاعتماد فيها على المعنى فما وافق أصول المذهب ودليل العقل فهو صحيح وإن ضعف إسناده وما خالف أحدهما كان ضعيفا وإن صح بحسب الإسناد ولذلك نرى أكثر أحاديث الأصول ضعافا وهو من أهم كتب الشيعة وأصحها معنى وأوفقها لأصول المذهب لكن اقترح علينا بعض الأحبة لا أعرفه بشخصه ولكن أعرفه بخطه وكتابه أن أغير دأبي وطريقتي لا بأن أذكر إجمالا أن الحديث الفلاني ضعيف أو مرفوع أو مسند أو صحيح أو حسن كالصحيح وأمثال ذلك كما مرآة العقول ولكن أذكر الفوائد الرجالية من تعيين الأسامي المشتركة وضبط الأسماء والأزمان والمعاصرين والكتب والتآليف وغير ذلك مما يفيد المحدث كثيرا كما سلكه صدر المتألهين (قدس سره) فإنه إن لم يفد ههنا أفاد في مباحث أخر وصدر المتألهين (قدس سره) كما فاق غيره في تحقيق المعاني والدقائق وتطبيق كلام الأئمة (عليهم السلام) على الأصول النظرية ودفع أوهام جماعة ظنوا أن أحاديثهم (عليهم السلام) خطابيات تناسب العوام، لا برهانيات تناسب أهل النظر، كذلك فاق من جهة علم الحديث والتدبر فيه تدبرا علميا وأهم ما في الأسانيد تشخيص المشتركات للقراين فإنه لا يتيسر إلا للمتفطن العارف الدقيق فانتدبت لإجابته في الجملة أن ساعدنا التوفيق بأن أفرق المهم منها على الموارد المناسبة إن شاء الله تعالى. (ش)
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست