فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٥ - الصفحة ٥٦٩
نصابا بعد التصفية من التبن والاخراج من السنابل ثم قشورها على ثلاثة اضرب (أحدها) قشر لا يدخر الحب فيه ولا يؤكل معه فهو كالتبن المحض ولا يدخل في النصاب (والثاني) قشر يدخر الحب فيه ويؤكل معه كالذرة تطحن وتؤكل مع قشرها غالبا فيؤخذ ذلك القشر في الحساب فإنه طعام وإن كان قد يزال تنعما كما تقشر الحنطة فتجعل حواري وهل يدخل في الحساب القشرة السفلى من الباقلاء حكوا فيه وجهين قال في العدة المذهب انه لا تدخل لأنها غليظة غير مقصودة (والثالث) قشر يدخر الحب فيه ولا يؤكل معه فلا يدخل في حساب النصاب ولكن يؤخذ الواجب فيه وهذا كما في العلس والأرز أما العلس فقد قال الشافعي رضي الله عنه في الام أنه بعد الدياسة يبقى على كل حبتين منه كمام لا يزول الا بالرحى الخفيفة أو بالمهراس ادخاره على ما ذكره أهله في ذلك الكمام أصلح له وإذا أزيل كان الصافي نصف المبلغ فلا يكلف صاحبه إزالة دلك الكمام عنه ويعتبر بلوغه بعد الدياس عشرة أوسق ليكون الصافي منه خمسة أوسق وأما الأرز فيدخر أيضا مع قشره فإنه أبقى له فيعتبر بلوغه مع القشر عشرة أوسق وعن الشيخ أبي حامد انه قد يخرج منه الثلث فيعتبر بلوغه قدرا يكون الخارج منه نصابا قال (ولا يكمل نصاب جنس بجنس آخر (م) ويكمل العلس بالحنطة فإنه حنطة حبتان منه في كمام واحد والسلت قيل إنه يضم إلى الشعير لصورته * وقيل يضم إلى الحنطة * لأنه على طبعها * وقيل هو أصل بنفسه) * لا يضم التمر إلى الزبيب في تكميل النصاب ويضم أنواع التمر بعضها إلى بعض وكذلك أنواع الزبيب ولا تضم أيضا الحنطة إلى الشعير ولا سائر أجناس الحبوب بعضها إلى بعض خلافا لمالك حيث قال تضم الحنطة إلى الشعير وتضم القطنية بعضها إلى بعض ولا يضمان إلى القطنية ولأحمد حيث قال يضم أحدهما إلى الآخر ويضمان إلى القطنية أيضا والقطنية هي العدس والحمص ونحوها سميت بذلك لقطونها البيوت: لنا أن كل واحد من أصناف الحبوب منفرد باسم خاص وطبع خاص ولا يضم بعضها إلى بعض كما لا يضم الزبيب إلى التمر ويضم العلس إلى الحنطة فإنه نوع من الحنطة وإذا نحيت الأكمة التي يحوي الواحد منها حبتين خرجت الحنطة الصافية وقبل التنحية لو كان له وسقا علس وأربعة أو سق من الحنطة فقد تم النصاب ولو كان له ثلاثة أو سق من الحنطة فإنما يتم النصاب بأربعة أوسق من العلس وعلى هذا القياس: وأما السلت فقد اختلفوا في وصفه أولا فذكر العراقيون انه حب يشبه الحنطة في اللون والنعومة والشعير في برودة الطبع وتابعهم في التهذيب على ما ذكروا وعكس الصيدلاني وآخرون فقالوا إنه في صورة الشعير وطبعه حار كالحنطة وهذا ما ذكره في الكتاب وكيف
(٥٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 ... » »»
الفهرست