حقوق أهل الذمة في الفقه الإسلامي - تامر باجن أوغلو - الصفحة ٣١
يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير (آل عمران 28).
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يأتونكم خبالا. ودوا ما عنتم. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر. قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون. ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم (آل عمران 118؟ 119). يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا (النساء 144). يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق.. (الممتحنة 1). ويقول صاحب صبح الأعشى حديثا ضعيفا: إن اليهود والنصارى أهل غدرة وخيانة.
هذه الآيات وأمثالها تحذر المسلمين من مصادقة الكافرين وتصفهم بأنهم قوم لا يوثق بهم. وهناك أحاديث عديدة تقول إن اليهود والمسيحيين يتحايلون على الإسلام والمسلمين؟ مما جعل الفقهاء يتفقون على أنه لا يجوز للذميين أن يتقلدوا وظائف عالية في جهاز الحكم؟ لأن طاعتهم للحكم الإسلامي موضع شك. وإن مكانة الذمي المنحطة أيضا لا تتلاءم مع ما للدوائر الحكومية من خطورة وأهمية بالنسبة للمسلمين. وعليه فلا يجوز أن يصير الذمي قاضيا ولا كاتبا ولا مترجما.
يوجد أيضا فقهاء أمثال الماوردي الذين ذهبوا إلى جواز توليتهم في السلطة مثل الوزارات ولكن شريطة أن تنحصر واجباتهم على مرجع التنفيذ وليس الحكم والقضاء؟ فالذي يتولى التنفيذ يجوز أن يكون ذميا أو عبدا؟ دون أن يحسم
(٣١)
مفاتيح البحث: الجواز (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»