بالتوحيد والبراءة من الأوثان الصلاة، وإن الصلاة لما فرضت عليه (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرائيل وهو بأعلى مكة، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي، فانفجرت فيه عين، فتوضأ جبرائيل وهو ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثله، ثم قام جبرائيل فصلى به، وصلى النبي (صلى الله عليه وآله) بصلاته (1).
55 - ابن شهرآشوب: العبادات لم يشرع منها مدة مقامه بمكة إلا الطهارة والصلاة، وكانت فرضا عليه وسنة لامته، ثم فرضت الصلوات الخمس بعد إسرائه وذلك في السنة التاسعة من نبوته، فلما تحول إلى المدينة فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة في شعبان، وحولت القبلة وفرض زكاة الفطر وفرضت فيها صلاة العيد، وكان فرض الجمعة في أول الهجرة بدلا من صلاة الظهر، ثم فرضت زكاة الأموال، ثم الحج والعمرة والتحليل والتحريم والحظر والإباحة والاستحباب والكراهة، ثم فرض الجهاد ثم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).
56 - أيضا: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أتى له سبع وثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول: يا رسول الله، فينكر ذلك، فلما طال عليه الأمر كان يوما بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول: يا رسول الله، فقال له: من أنت؟ قال: أنا جبرئيل أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا، فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) خديجة بذلك، فقالت: يا محمد، أرجو أن يكون كذلك، فنزل عليه جبرئيل وأنزل عليه ماء من السماء علمه الوضوء والركوع والسجود، فلما تم له أربعون سنة علمه حدود الصلاة ولم ينزل عليه أوقاتها، فكان يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت (3).