شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٥٦
بالوجهة الغيبية الأقدس. وإما الذات، من حيث هي، فلا يتجلى في مرآة من المرائي ولا يشاهدها سالك من أهل الله ولا مشاهد من أصحاب القلوب والأولياء، فهي غيب لا بمعنى الغيب الأحدي، بل لا اسم لها ولا رسم ولا إشارة إليها ولا طمع لأحد فيها: (عنقا شكار كس نشود دام باز گير). وإما أن يتجلى بأحدية جمع جميع حقائق الأسماء والصفات، فهو مقام اسم الله الأعظم رب الإنسان الكامل. و التجلي العلمي بطريق الكثرة الأسمائية الجامعة لجميع الكثرات الأسمائية هو مقام الواحدية. وقس على ذلك جميع ما ذكر في هذا المقام (1) قوله: في بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم ص 22، ص 9 اعلم، أن اسم (الرحمن الرحيم) من الأسماء الجامعة المحيطة. فإن (الرحمن) مقام جمع بسط الوجود وظهوره من مكا من غيب الهوية إلى الشهادة المطلقة، فكلما يظهر في العلم والعين فهو من تجليات الرحمانية. و (الرحيم) مقام أحدية جمع قبض الوجود وإرجاعه إلى الغيب، فكلما يدخل في البطون ويصل إلى باب الله فهو من الرحمة (الرحيمية). واسم الله الأعظم مقام أحدية جمع البسط والقبض فله مقام أحدية جمع الجمع، ولهذا جعلا تابعين له في (بسم الله الرحمن الرحيم). هذا إذا جعلا تابعين له. و أما جعلا تابعين للإسم، فالأول مقام البسط العيني، والثاني مقام القبض العيني.

(1) - واعلم، أن ما حققه الأستاذ البارع في هذا المقام لا شبهة في صحته، ولكن الباحث في العرفان النظري بعد ما أقام البرهان على نفى التشكيك في المراتب، يقول أو وله أن يقول: إن حقيقة الوجود واحدة بالوحدة الشخصية فهذه الحقيقة يتعين بالتعينات الواحدية والأحدية ويتجلى في المظاهر الكونية بالاسم الجامع الكلى، ومظهره الجامع الحقيقة المحمدية، ويجرى فيها أحكام اللا بشرطية وغيرها من الأحكام. ولكن بين الاعتبارين فرقان عظيم، أي بين اعتبارات الوجود والماهية. چه آنكه ماهيت هر چه از قيود دورتر گردد، در ابهام اوغل واز تعين وتشخص دورتر مى شود، ولى وجود، بما هو وجود، هر چه از قيود لازم تعين مبرا ومعرا گردد، جهت اطلاق در أو غالب شود.
حقيقت منزه از كافه قيود، از جمله قيد اطلاق، منزه از هر تعينى است كه بر وجود قيد وارد آورد. (ج)
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 153 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»