شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٦٩٢
كذلك مسمى (العالم) تابع للحق لازم له، لأنه صور أسمائه ومظهر صفاته اللازمة له. وإنما قال بلفظ التشبيه، لأنه من وجه عين الحق، وإن كان من وجه آخر غيره. والظل لا يمكن أن يكون عين الشخص، والمقصود إثبات أن العالم كله خيال - وكما قال: (سأبسط القول في هذه الحضرة).
(فهو ظل الله). وإنما جاء بهذا الاسم الجامع دون غيره من الأسماء، لأن كل واحد من الموجودات مظهر اسم من الأسماء الداخلة فيه وظل له، فمجموع العالم ظل للإسم الجامع للأسماء.
(فهو عين نسبة الوجود إلى العالم). أي، ظل الله هو عين نسبة الوجود الإضافي إلى العالم. وذلك لأن الظل يحتاج إلى محل يقوم به، وشخص مرتفع يتحقق به، ونور يظهره، كذلك هذا الظل الوجودي يحتاج إلى أعيان الممكنات التي امتد عليها، وإلى الحق ليتحقق به، وإلى نوره ليظهر به. ونسبة الوجود الكوني إلى العالم نسبه الظل إلى ما يقوم به، ونسبته إلى الحق نسبة الظل إلى من يتحقق به، وهو الشخص، وإليه أشار بقوله: (لأن الظل موجود بلا شك في الحس، ولكن إذا كان ثمة من يظهر فيه ذلك الظل حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل، لكان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل). كالشجرة في النواة. (فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى ب‍ (العالم) إنما هو أعيان الممكنات، عليها امتد هذا الظل. فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات). (من) بيان (ما امتد).
والمراد ب‍ (وجود هذه الذات) التجلي الوجودي الفائض منها (12) (ولكن باسمه

(12) - قوله: (فتدرك من هذا الظل...). معنى العبارة، حسب شرح الشارح، أنه يدرك من هذا الظل، الذي هو العالم، بحسب الفيض الممتد عليه الذي هو، أي هذا الفيض، تجل إلهي، أي، بمقدار التجلي الإلهي يدرك العالم. ويمكن أن يكون المعنى أنه يدرك بواسطة الظل الذي هو الوجود بمقدار امتداده على العالم، وجود الذات الإلهية، أي، يدرك الذات الإلهية بمقدار بسط الفيض على الممكنات. وهاهنا احتمال آخر أقرب من الاحتمالين بالنظر إلى قوله السابق وهو أنه يدرك الظل الذي هو الوجود بحسب ظهوره وامتداده على العالم من قبل وجود الذات الإلهي. (الامام الخميني مد ظله)
(٦٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 687 688 689 690 691 692 693 694 695 696 697 ... » »»