شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٦١٢
أسفل سافلين). فكما أنه بحسب التجرد عن خواص الممكنات و أداء الأمانات المأخوذة منها عند نزوله من كل مقام ومرتبة من عالم الغيب إلى عالم الشهادة بترك التعشق إليها والإعراض عنها، يتنزه عن وجوه الإمكانات و نقائصها، فيظهر له الوجوب الذاتي الذي كان له بحسب الذات الإلهية وكمالاته الذاتية فيكون في أعلا عليين مرتبة، كذلك الواقف في مقامه السفلى البشرى متعشقا إلى كل ما حصل له عند النزول يكون في (أسفل سافلين). ولا شك أن البسائط أقرب من المركبات إلى الحق، ثم المعادن، وهو المراد بالجماد، ثم النبات، ثم الحيوان. ولما كان كل منها مظهرا للذات التي هي منبع جميع الكمالات، كان الكل موصوفا بالعلم بربه كاشفا لما يتعلق بمراتبهم بأرواحهم في الباطن وإن لم يظهر ذلك منهم، لعدم الاعتدال الموجب لظهور ذلك، كما يظهر من الإنسان.
وقوله: (على قدر يكون وأوزان) أي، على منزلة ومرتبة يكون للنبات عند الله. و (الوزن) هو القدر والمرتبة. يقال: فلان لا وزن له عند الملك. أي، لا قدر له ولا قيمة عنده (6)

(6) - قوله: (يقال فلان لا وزن له ولا قيمة). أقول: اعلم أن (التسبيح) هو التقديس والتنزيه عن الأسماء والرسوم حقيقة والتنزيه عن صفات الخلق وأفعالهم كالسمع والبصر. وأما (التحميد) هو اتصاف الحق بالكمالات المحمودة من الصفات والأفعال الوجودية.
والصفات والأفعال كلها جمال للوجود المطلق، أي، الموجود المطلق الحق الذي هو الله. و ليس كلامنا في الحقيقة والذات التي عبروا عنه ب‍ (الغيب المغيب) و (الكنز المخفي)، وإنما كلامنا في (الغيب الثاني) و (الأحدية) التي تعينت الذات بها. وإذا عرفت هذا، فاعلم أن العارف الكامل هو الموحد بالتوحيد الخاص الخاصي، وأما توحيد الأخص الخواصي و غيرهما يختص بالنبي الختمي بالأصالة، والورثة من العترة، كعلى، عليه السلام، ومن شاء الله من العترة بالوراثة والتبعية. وبهذا التوحيد أشار الشرع بقوله: (وإن من شئ إلا يسبح بحمده). لاشتماله على التسبيح والتحميد الدالين بمجموعهما على التوحيد الحقيقي العرفاني. ومن هنا حكم الشارح بأن يقول المصلى في ركوعه وسجوده: (سبحان ربى العظيم وبحمده) و (سبحان ربى الأعلى وبحمده). وورد أيضا: أن الله من لسان عبده يقول: سمع الله لمن حمده. وفي التوحيد العرفاني يصف المصلى الرب أولا بالجلال و ثانيا بالجمال. وبهذا التوحيد نطق الحق بقوله: (وهو السميع البصير). لأن (الحصر) تنزيه و (الإثبات) تشبيه. فعلم أن كل شئ بحسب الفطرة الأصلية الذاتية والعريكة الأزلية عارف بالله وموحد بالتوحيد الخاصي. وقال المؤلف من هذا المقام: (فالكل عارف). أي، فالكل عارف بالله وعلى صراط مستقيم، أي، صراط الإسلام الذي كل مولود يولد على فطرته. والإنسان ما دام ساكنا في بيت الطبيعة ومنغمرا في المواد الجسمانية ونفسه متصورة بالصور البهيمية ومطيعة للقوى الحيوانية، بينه وبين الفطرة الأصلية بعد المشرقين. والنفس إذا انقادت للعقل السليم المنور بالأنوار الساطعة من عالم الملكوت وتنورت بنور الشرع ودخلت في بيت الإيمان وصارت مؤمنا بالإيمان الحقيقي بعد ما كان مسلما ووصل إلى مقام الإحسان ورؤية الملكوت وبارئها ووصل إلى مقام القلب، ترجع إلى الفطرة. بايد متذكر بود كه عرفان حق به علم بسيط براى جميع موجودات حاصل است - از جمله كفره وفسقه - وكفر وايمان مترتب بر علم به علم وعلم مركب است. و انغمار در عالم طبع وطلب مشتهيات نفسانيه أو را از فطرت اصلى دور مى نمايد. وديگر آنكه، إثبات توحيد (خاص الخاصى) براى جماد ونبات وحيوان، خالى از مناقشه نمى باشد. وبر فرض ثبوت وسريان توحيد در همه اشيا وظهور فطرت توحيد در كليه عوالم، انسان نيز از اين حكم خارج نمى باشد، ولى در انسان عوامل انحراف از فطرت از نواحى اعمال وافكار موجب انحطاط موجود، بلكه واقع است. و (واهمه) شيطان القوى است. آنچه را كه شيخ اعظم در اين مقام ذكر كرده است صعب المنال، ودرك آن به اعتبار عقل نظرى در نهايت صعوبت است. وهذا نهاية ما يمكن أن يصل إليه العقل النظري. والعقل عقال مانع عن المشاهدة الحضورية والتنور بنور التوحيد الخاصي.
اللهم، نجني عن العلوم الرسمية بلمعات نورك وتجلياتك البرقية. أذقنا شيئا مما حققنا في الكتاب. (ج). آشتيانى، سحر 5 محرم 1410، زعفرانيه شميران، في بيت صديقنا الذي وفقه الله لدرك ثواب نافلة الليل وإن كان قد تفوت عنه بعض الليالي).
(٦١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 607 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 ... » »»