أصله. ونسب حكمته بالحقية لجعل إسحاق (ع) ما رأى أبوه في المنام حقا بأن قال: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين). أي اجعل ما رأيته في رؤياك محققا في الحس، ستجدني إن شاء الله صابرا على ذلك كما قال يوسف، عليه السلام: (هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا).
(فداء نبي ذبح ذبح لقربان * وأين ثواج الكبش من نوس إنسان) اعلم، أن بين الفداء والمفدى عنه لا بد من مناسبة ومقاربة في الفداء، كما جاء في صورة القصاص، لذلك لا تقتل المسلم بالذمي والحر بالعبد. فقوله:
(فداء نبي) استفهام على سبيل التعجب. تقديره: أفداء نبي ذبح ذبح لقربان؟
فحذفت الهمزة، كما تقول: هذا قدري عندك. أي، أهذا قدري؟ و (ذبح) بفتح الذال، مصدر، وبكسرها اسم لما يذبح للقربان. و (الثواج) صوت الغنم. و (النواس) التذبذب والصوت عند سوق الإبل. يقال ناس: إبله. أي، ساقها.
وناس الشئ وإناسه، أي، ذبذبه وحركة، والمراد صوت الإنسان وحركته.
أي، كيف يقوم صوت الكبش وحركته عند الذبح مقام صوت الإنسان وحركته.
واعلم، أن ظاهر القرآن يدل على أن الفداء عن إسماعيل، وهو الذي رآه إبراهيم أنه يذبحه. وإليه ذهب أكثر المفسرين (1) وذهب بعضهم إلى أنه إسحاق. والشيخ (رض) معذور فيما ذهب إليه، لأنه به مأمور (2) كما قال في أول الكتاب.