شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٦٩
الرجوع إليه وشهود ذاته، فإن كان الرجوع إليه في هذه الحياة الدنياوية، فيحصل الشهود فيها، وإلا في الآخرة كما مر.
(فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة، كان شهوده في منفعل.) لأن المرأة محل الانفعال (فإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه، شاهده في فاعل.) أي، و إذا شاهد الحق في نفسه وشاهد أن المرأة من نفسه ظهرت وهو موجدها، يكون الرجل مشاهد للحق في صورة الفاعل (وإذا شاهده من نفسه من غير استحضار صورة ما، تكون عنه) أي، من غير أن يلاحظ ظهور المرأة التي تكونت عن نفس الرجل (كان شهوده عن منفعل عن الحق بلا واسطة) لأن نفسه منفعلة عن الحق بلا واسطة.
(فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل و منفعل) أما وجه فاعليته، فإنه يتصرف ويفعل في نفس الرجل، تصرفا كليا، و يجعله منقادا له محبا لنفسه.
وأما وجه انفعاليته، فإنه في هذه الصورة محل تصرف الرجل وتحت يده و أمره ونهيه.
ويجوز أن يكون وجه فاعليته في المرأة كون حقيقة المرأة بعينها حقيقة الرجل، إذ الذكورة والأنوثة من عوارضها، فتلك هي الفاعلة فيها، وهي بعينها هي المنفعلة. وهذا وجه انفعاليته أيضا.
فصح أن شهود الرجل الحق في المرأة شهود للحق في الصورة الفاعلية والمنفعلية، فيكون أكمل.
(ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة.) أي، وإذا شاهده من نفسه من غير استحضار صورة المرأة، فيشاهد الحق من حيث إنه منفعل، فإنه من جمله مفعولات الحق ومخلوقاته. وترك القسم الثاني. وهو شهود الحق في نفسه من حيث إنه ظهرت المرأة عنه، وهو شهود الحق في فاعل اكتفاء بذكر الثالث. فإن شهود الحق من حيث إنه فاعل ومنفعل أتم من شهوده من حيث إنه فاعل وحده، أو منفعل وحده.
(١١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1164 1165 1166 1167 1168 1169 1170 1171 1172 1173 1174 ... » »»