بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠٦
بين أعضائه نفسها، وبينها وبين الخارج، من كون رأسه إلى فوق وقدميه إلى تحت.
وأما الجدة - ويقال لها: " الملك " (1) -: فهي هيئة حاصلة من إحاطة شئ بشئ، بحيث ينتقل المحيط بانتقال المحاط (2)، سواء كانت الإحاطة إحاطة تامة، كالتجلبب، أو إحاطة ناقصة، كالتقمص والتنعل.
وأما الإضافة: فهي هيئة حاصلة من تكرر النسبة بين شيئين، فإن مجرد النسبة لا يوجب إضافة مقولية، وإنما تفيدها نسبة الشئ الملحوظ من حيث إنه منتسب إلى شئ هو منتسب إليه لهذا المنتسب، كالأب المنسوب - من حيث إنه أب لهذا الابن - إليه من حيث إنه ابن له.
وتنقسم الإضافة إلى متشابهة الأطراف كالاخوة والاخوة، ومختلفة الأطراف كالأبوة والبنوة، والفوقية والتحتية.
ومن خواص الإضافة: أن المضافين متكافئان وجودا وعدما، وفعلا وقوة، لا يختلفان من حيث الوجود والعدم، والفعل والقوة (3).
واعلم أن المضاف قد يطلق على نفس الإضافة كالأبوة والبنوة، ويسمى:
" المضاف الحقيقي "، وقد يطلق على معروضها كالأب والإبن، ويسمى: " المضاف المشهوري ".

(1) وقال في الأسفار 4: 223: " وقد يعبر عن الملك بمقولة له ".
(2) هكذا عرفها من عدها من المقولات. وأما الشيخ الرئيس قال في الفصل الثالث من المقالة الثانية من الفن الأول من طبيعيات الشفاء: " وأما مقولة الجدة فإني إلى هذه الغاية لم أتحققها ". وقال أيضا في الفصل السادس من المقالة السادسة من الفن الثاني من منطق الشفاء: " وأما مقولة الجدة فلم يتفق لي إلى هذه الغاية فهمها، ولا أحد الأمور التي تجعل كالأنواع لها أنواعا لها، بل يقال عليها باشتراك من الاسم أو تشابه... ويشبه أن يكون غيري يعلم ذلك، فليتأمل هنا لك من كتبهم ". وقال بهمنيار في التحصيل: 416: " أما مقولة الجدة فقد امتنع من أن يعد في جملة المقولات ".
(3) فإذا كان أحدهما موجودا كان الآخر موجودا، كما أنه إذا كان أحدهما معدوما كان الآخر معدوما، وإذا كان أحدهما بالفعل كان الآخر بالفعل، وكذا في جانب القوة.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 110 111 112 ... » »»