فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥٧٨
منها فان العيش فيها قليل والأثقال منها قريب وكل ما فيها حلم وغرور، الباب التاسع عشر في الدلائل على العلل، انى بدأت فاستخرجت من كتبهم التي وجدتها الأبواب التي فيها ذكر الصحة وحفظها وتدبيرها وسلكت في ذلك المنهاج الذي افتتحت به كتابي هذا ثم رجعت إلى ذكر العلل وعلاجاتها ووجدت علمائهم قالوا ان الجهل والحقد والحسد رأس كل مرض ولن يخلو منها كل ذي روح وانها في لطافتها وتفرقها في البدن شبيهة بتفرق الدهن في السمسم وريح الورد في الورد وان المرض الثاني الذي قد علم الله خلقه وعلاجه فهو فساد الاخلاط الثلاثة الريح وجسمية وعرضية، وقال في كتاب ندان ان العلل سبعة أنواع أولها وجسمية وعرضية، وقال في كتاب ندان ان العلل سبعة أنواع أولها من الوراثة مثل الجذام والبواسير والثاني من الخلقة مثل زيادة عضو ونقصانه واما من انتقاص الاخلاط واما من أسقام نفسية مثل الحزن والغضب والعشق واما من شدة حر الزمان أو برده واما من التعب واما من مقاساة الشدائد والأهوال واما من أسقام مقضية من السماء مثل الجدري والطواعين واما حتمية لا مهرب منها مثل الهرم والموت واما عرضية مثل خبط الشياطين والغيلان ومثل الضرب والحرق بالنار، وان الموت نوعان حتمي وعرضي فالحتمي ان يحترس الناس من كل شئ مهلك مضر فيأتيه المضرة والموت من حيث لا يحتسب، والموت العرضي من العلل الخارجة مثل رمية حجر يأتيه من حيث لا يعلم أو رمح دابة أو ما أشبه ذلك، وقال في كتاب جرك مثل ذلك وذكر أنه قد تكون الأمراض
(٥٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 583 ... » »»