والكي، والذي لا يبرؤ (الا) ان شاء الله فما ظهر فيه اعلام الموت ومن لا ينبغي علاجه من الناس من كان يعادى الملوك والرؤساء ويخالف الجماعة ويبغض الطب ومن كان قد أئس من الحيات والعافية والعابد الذي يؤثر عبادته على العافية والحياة والكفور لله النزق الذي يدعي الطب وهو جاهل به ولا من قد داوته الأطباء فأعياهم مرضه، الباب الحادي والعشرون في معرفة حالات المريض، تعرف حالات المريض بثلاثة أشياء منها المعاينة والمجسة والسؤال، فاما المعاينة فان يعرف لون المريض وحسه ونبضه وما يظهر من علامات مرضه، واما الذي بالمجسة فمعرفة حرارة البدن أو برده أو لينه أو خشونته، واما بالسؤال فمسألة المريض عن سبب مرضه ووقت هيجانه وضعفه وقوته وما يوافقه من مطعمه أو مشربه وتدبيره أو يخالفه منه، فإذا عرف ذلك عالج كل خلط بما يضاده ويحتاج مع هذا إلى معرفة البلد فإنه إن كان أرضا قاعا قليلة الماء والأشجار فإنها صحيحة وان كان كثير الأنهار والأشجار والأمطار فهي ارض ريف وأمراض ووباء وان كانت بين ذلك فهي بين الوباء والصحة.
الباب الثاني والعشرون في علل الأمراض والأوقات التي تهيج فيها من علل هيجان الريح، ان من علل الريح اكل الجاف والقابض وقلة الطعم وكثرة الكلام والغضب وحبس المنبعث واكل الحبوب بقشورها وكثرة شرب الماء وكثرة تدريس الكتب وكثرة الجماع واستقبال الريح وتأخير