الكسل، ومما يعين على الاستمراء ان يخطو بعد الأكل مائة خطوة ويتخلل بخلال ويمضغ التامول ويتكئ على يساره ويتجنب بعد الطعام الاغتسال والركوب واكل الحبوب المقلوة، وأفضل الغذاء ما كان دسما خفيفا سخنا فان الدسم يسخن البدن ويقوي الحواس ويطيب النفس، والطعام الخفيف يسرع الاستمراء ويبطئ بالهرم والطعام السخن يوقد نار المعدة.
الباب الرابع عشر فيما يؤكل مع كل شراب من الأشربة ينبغي ان يشرب الخمر بعد اللحم السمين ونبيذ التمر والزبيب والعسل على لحوم الوحش ونبيذ التين على لحوم القبج والفراخ والقنابر، ونبيذ السكر والأرز وماء العسل على لحوم الجواميس والخنازير ونبيذ الشعير على لحوم العقعق والعنقاء والسوداني والعصافير، ويجعل شرابه مخالفا لطعامه فإذا كان طعامه ثقيلا دسما جعل شرابه خفيفا جافا، وان كان الطعام خفيفا جعل الشراب ثقيلا دسما بقدر ان " لا " يكون في جوهر الشراب مضادة للطعام كما يضاد الجدوار السم والسمك والماست وشرب الماء البارد على الماست.
الباب الخامس عشر في الشراب ان الشراب مبارك في الدنيا والآخرة وفيه راحة لعقل وذلك أن العقل لا يزال مشغولا بالفكرة في امر الدين وأمر الدنيا فإذا شرب الرجل وطابت نفسه استراح العقل ولذلك قيل إن راحة البدن وبهجته ومسرته في الشراب، ومضرة الشراب على قدر منفعته وذلك إذا شربه الرجل بسوء التقدير وقلة الاحتمال فمن اعتاده ثبت عليه لحمه وبدنه،