بحبهم لأهل البيت عليه السلام وتهالكهم في محبة الامام الرضا عليه السلام و التبرك بآثاره دفعوا في جبة لعلها لا تساوى مائة درهم ثلاثين ألف درهم. ولما أبى دعبل أن يبيعها أخذها منه الأحداث قهرا شاء أو أبى إذا كيف تفوتهم برك ة هذه أضعاف قيمتها إذا فدعبل مستحق لان تؤخذ منه قهرا ويتركها مرغما وأراد دعبل أن يقنعهم بأنهم انما يريدونها للبركة والبركة لا تحصل مع أخذها قهرا لأنه مرغم فلم ينفع فيهم ذلك وأصروا على أنه اما أن يرضى بثلاثين ألف درهم أولا سبيل إلى ارجاعها اليه فلما رأى دعبل ذلك ذكر وجها جامعا للصلح وهو أخذه الدراهم وقيعة منها فهي انما تراد للبركة لا للبس فقبلوا وانتهى الامر فلله دركم يا أهل قم يا أهل الايمان وأهل الحب الخالص لأهل البيت عليهم السلام ولله أنتم يا شبان قم وأهل الفتوة فيها بما فعلتم وان كان أوله غصبا محرما ولا بد أن يكون الباري تعالى غفر لكم ما فرض بخلوص نيتكم. هذا ما كان من أهل قم في شأن الجبة.
أما رئيس هؤلاء اللصوص التقى الورع الذي كان يصلى على رأس التل وأصحابه يقتسمون المسلوبات فبماذا كان يناجى ربه في صلاته ويتضرع اليه أكان يقول له يا رب استرنا بسترك ولا تطلع أحدا علينا لنفوز بما سلبناه أم كان يقول يا رب اغفر لنا ذنبنا الذي اقترفناه فيجيبه الله تعالى لا مغفرة لكم الا برد المسلوبات لأهلها وهل قرأ في صلاته مع الفاتحة (وما جزا الذين يسعون في الأرض فسادا إلا أن يقاتلوا أو يصلبوا) الآية لاشك أنه كان يقرأ غيرها ولو قرأها لرد المسلوب إلى أهله. وتذكرنا هذه القصة بما حكاه لي بعض الإيرانيين حتى تشرفنى بزيارة الإمام الرضا عليه السلام عام 1353 قال خرج اللصوص الأكراد على قافلة فسلبوها و في جملة المسلوبات قرآن شريف فلحق الذي أخذه صاحب القرآن ويلب منه أن يجعله في حل منه لأنه يريد أن يعلم ولده القراءة فيه فجعله في حل لخوفه منه.
وفى معجم الأدباء: نسخ هذه القصيدة مختلفة في بعضها زيادات يطن أنها مصنوعة ألحقها بها أناس من الشيعة. ويقول السيد الأمين: (لعل