فرق له فقال: أما إذا عفيتك من القتل فلابد من أن أشهرك ثم دعا بالعصا فضربه حتى سلح وأمر به فألقى على قفه وفتح فمه فرد سلحه فيه والمقارع تأخذ رجليه وهو يحلف ألا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله. فما رفعت عنه حتى بلغ سلحه كله ثم خلاه فهرب إلى الأهواز.
وبعث مالك بن طوق رجلا حصيفا (1) مقداما وأعطاه سما وأمره أن يغتاله كيف شاء وأعطاه على ذلك عشرة آلاف درهم فلم يزل يطلبه حتى وجده فر قرية من نواحي السوس فأغتاله في وقت من الأوقات بعد صلاة العتمة فضرب طهر قدمه بعكاز لها زج مسموم فمات من غد ودفن بتلك القرية.
وقيل بل حمل إلى السوس فدفن فيها وأمر إسحاق بن العباس شاعرا يقال له:
الحسن بن زيد ويكنى أبا الذلفاء فنقض قصيدتي دعبل وابن أبى عيينة بقصيدة أولها:
* أما تنفك متبولا حزينا تحب البيض تعصى العاذلينا يهجو بها قبائل اليمن ويذكر مثالبهم وأمر بتفسير ما نظمه وذكر الأيام و الأحوال ففعل ذلك وسماها الدامغة وهى إلى اليوم موجودة.
ورثاه البحتري فقال:
* قد زاد في كلفى وأوقد لوعتى مثوى حبيب يوم مات ودعبل توفى في سنة 246 ه على الأرجح وقد بلغ من العمر 98 سنة وهذا ما قاله دعبل حين حضرة الموت:
* أعد لله يوم يلقاه دعبل أن لا اله الا هو * يقولها مخلصا عساه بها يرحمه في القيامة الله * الله مولاه والنبي ومن بعد هما فالوصي مولاه