ديوان دعبل الخزاعي - دعبل الخزاعي - الصفحة ٢١
هب لي ثوبا من ثيابك فردها عليه أبو الحسن عليه السلام وقال له خذها وبعث اليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى ورد قما فنظروا إلى الجبة فأعطوه بها ألف دينار فأبى عليهم وقال لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج من قم فاتبعوه وقد جمعوا عليه وأخذوا الجبة فرجع إلى قم وكلمهم فيها فقالوا ليس إليها سبيل ولكن ان شئت فهذه الف دينار وخرقة منها. وروى الصدوق في العيون في هذا الخبر بوجه ابسط فروى بسنده عن عبد الله بن السلام بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن على خزاعي على أبى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام بمرو فقال يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة واليت على نفسي ان لا انشدها أحدا قبلك فقال ( مدارس آيات) البيت فلما بلغ إلى قوله (أرى فيأهم) البيت بكى أبو الحسن و قال صدقت يا خزاعي فلما بلغ إلى قوله:
* إذا وتروا مدوا إلى واتريهم أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن يقلب كفيه ويقول أجل والله منقبضات فلما بلغ إلى قوله:
* لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها وانى لأرجوا الا من بعد وفاتي قال الرضا عليه السلام آمنك الله يوم الفزع الأكبر فلما وصل إلى قوله:
* وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات قال الرضا عليه السلام أفلا الحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك قال بلى فقال عليه السلام:
* وقبر بطوس يا لها من مصيبة توقد في الأحشاء بالحرقات * إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم والكربات ثم نهض الرضا عليه السلام بعد فراغ دعبل من انشاد القصيدة وأمره ان لا يبرح من موضعه فدخل الدار ثم خرج الخادم اليه بمائة دينار رضوية فقال له يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك فقال دعبل والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»