ديوان دعبل الخزاعي - دعبل الخزاعي - الصفحة ٢٣
مرات ثم امر لي بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه ولم تكن وقعت إلى أحد وأمر لي في من منزله بحلى كثيرا أخرجه إلى الخادم فقدمت العراق فبعت كل درهم منها بعشرة دراهم اشتراها منى الشيعة فحصل لي ماءة ألف درهم فكان أول مال استفدته.
قال أبو الفرج وحدثني حذيفة بن محمد ان دعبلا قال له انه استوهب من الرضا عليه السلام ثوبا قد لبسه ليجعله في أكفانه فخلع جبة كانت عليه فأعطاه إياها وبلغ أهل قم خبرها فسألوه أن يبيعهم إياها بثلاثين ألف درهم فلم يفعل فخرجوا عليه في طريقه فأخذوها منه غصبا وقالوا له ان شئت أن تأخذ المال فافعل والا فأنت أعلم فقال لهم انى والله لا أعطيكم إياها طوعا ولا تنغعكم غصبا وأشكوكم إلى الرضا عليه السلام فصالحوه على أن أعطوه الثلاثين الألف الدرهم وفرد كم من بطانتها فرضى بذلك اه.
وقد وقع بعض الاختلاف بين هذه الروايات ففي رواية المرزباني أن جائزة الرضا كانت خمسين ألف درهم وفى رواية الأغاني أنها كانت عشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه وفى رواية الكشي آنها ستمائة دينار ولم يقيد بالرضوية وفى رواية العيون أنها مائة دينار رضوية ويمكن الجمع بتفاوت الدراهم في ذلك العصر وأن الرضوية كانت تزيد عن أعلى الدراهم المتعارفة وأما الاختلاف في التعبير بين الدراهم والدنانير فبأن أحدهما يؤول إلى الآخر وأن الستمائة دينار لم تكن رضوية والمائة دينار كانت رضوية كل واحد منها مقابل ستة والمبطنة والجبة لعل معناها واحد. وفى خبر المرزباني والكشي انهم أعطوه بالمبطنة ألف دينار وفى رواية الأغاني أنهم أعطوه بالخلعة ثلاثين ألف درهم ويمكن الجمع بأن الدنانير الرضوية يعادل الواحد منها ثلاثة من غيرها والدينار المتعارف يعادل عشرة دراهم وفى بعضها أنهم أعطوه البطانة وأخذوا الطهارة وفى بعضها أنهم اعطوه كما منها وفى بعضها خرقة ويمكن الجمع بأنه صارت المقاومة أولا على شئ من ذلك ثم اتفقوا على غيره اما التعبير بأن أهل قم قيعوا عليه اليريق فالمراد به بعضهم و هم الأحداث كما صرح به في الخبر الآخر والى فأهل قم معدن التقوى في كل عصر و فيهم العلماء ورواة الأخبار فلم يكونوا ليستحلوا أخذ الجبة من دعبل قهرا ليتبركوا بها وأهل قم
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»