الخضراوي (١) من أنها لا تدل على امتناع شيء من الشرط والجزاء، قال ابن هشام المتأخر: وهذا الذي قالاه كإنكار الضروريات إذ فهم الامتناع منها كالبديهي، فإن كل من سمع لو فعل، فهم عدم وقوع الفعل، من غير تردد، ولهذا يصح في كل موضع استعملت فيه أن تعقبه بحرف الاستدراك داخلا على فعل الشرط منفيا لفظا أو معنى، تقول: (لو جاءني أكرمته لكنه لم يجئ).
و منه قوله:
ولو أنما أسعى لأدنى معيشة * كفاني ولم أطلب قليل (٢) من المال و لكنما أسعى لمجد مؤثل * وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي (٣) وقوله:
فلو كان حمد يخلد الناس لم يمت * ولكن حمد الناس ليس بمخلد (٤) ومنه قوله تعالى: ﴿ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم﴾ (٥) أي ولكن لم أشأ ذلك فحق القول مني، وقوله تعالى: ﴿و لو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم﴾ (6) أي فلم يريكموهم