فصل (العينية) وقد عنيت بقولي: «القصيدة العينية» معاني ليست مبينة ولا غيبية:
أحدها: أنها على قافية العين.
وثانيها: أنها لشرفها مما ينبغي أن تحمل على العين، لا على الرأس أو اليدين، أو تضم على الصدر بالساعدين أو الزندين، بل ينبغي أن تكتب بالأجفان على بياض العين من الإنسان، لا على القراطيس من الأنقاس (1) بالقصبات والقضبان، ولا على ألواح اليواقيت بأقلام الزمرد من العقيان (2).
وثالثها: أنها في شأن ما هو فرض العين على الأعيان، ليس فيه مجال للكفاية أو التخيير كما لا تغتفر فيه غفلة أو نسيان، وهو ولاية أمير الإنس والجان، قاسم النيران والجنان، عليه الصلاة والسلام الأتمان الأكملان، ما طلع النجم والعيوق والدبران (3)، وما ناخت الفواخت والقماري على رؤوس الأغصان.