البيان:
في التعبير عن مقالتهم بالخطبة، استعارة مصرحة، ثم إن كانت الباء للتعدية أو المصاحبة كانت فيه استعارة أخرى مكينة، فإنه شبه مقالهم بجسم ينتقل ويحول ويؤتى به أو بشيء يستصحب.
أو يكون إيقاع الإتيان عليها مجازيا تنزيلا للداعي إلى الإتيان منزلة مفعوله وإقامته لملابسة الداعي به مقام ملابسة المفعول به. أو يكون أتوا استعارة تبعية تشبيها لإلقاء هذا الكلام بالإتيان به. أو تكون «الباء» استعارة تبعية تنزيلا لملابسة غاية الفعل والداعي إليه، منزلة ملابسة ما يصحب الفاعل وتشبيها لها بها.
وإن أراد بالموضع الأمر الداعي إلى الكلام كان فيه أيضا استعارة مصرحة تشبيها للملابسة التي بين الداعي والكلام بالملابسة التي بين الظرف ومظروفه في الملازمة بينهما عند البلغاء ومساواة كل منهما للآخر، بحيث لا تفصل عنه عندهم، فإن البليغ من الكلام ما كان على وفق مقتضى المقام من غير زيادة ولا نقصان ثم بين خطبتهم، فقال: