موضع، أو جاءوه بسبب كلام أو طلب، أو مصحوبين بكلام أو طلب، أو عجبت من قوم فعلوا كذا من جهة أنهم فعلوا كذا لكون هذا الصنيع منهم أمرا نادرا خفي السبب، أو أنكرت منهم هذا الصنيع، أو عظم عندي لغرابته جدا وإنما لم يكن له موضع لأنه كان معلوما من حال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن الآيات النازلة في شأنه ومن الأقاويل النبوية في حقه: أنه الخليفة بعده، وإن كان المراد بالموضع الداعي فالمراد نفي الداعي: الحق، فإن الداعي إلى هذا السؤال إنما كان رجاء أن ينص على أحد منهم أو يفوض الأمر إليهم.
المعاني:
فيه مسائل:
الأولى: الإتيان بالجملة الفعلية للإيجاز وللدلالة على التجدد، ولكونها أقرب إلى الإنشاء من الاسمية، وذلك لتقاربهما من جهة أن مضمونها متجدد حادث بعد أن لم يكن، كما في مضمون الإنشاء، وللتصريح بالزمان المقصود مع الاختصار.
الثانية: تنكير قوم لتحقيرهم بإيهام أنهم لحقارتهم لا يعرفون ولا يعهدون، وللدلالة على نكارتهم، لنكارة صنيعهم كأنهم لما صنعوا ما نكر ولا يعرف، فكأنهم ينكرون ولا يعرفون، وليتعين وصفهم بالنكرة، إذ لو عرفهم، لوصفهم بالموصول وصلته; والأصل في الصلة أن تكون معلومة للمخاطب; والأصل في الصفة أن تكون مجهولة له، ولذا قيل: إن الأوصاف بعد العلم بها صلات، والصلات قبل العلم بها صفات، فأراد أن يدل على أن هذا الفعل الشنيع الغريب العجيب ليس مما يعرفه المخاطب فإنه من الغرابة بحيث ينكره العقلاء، فنكر القوم ليقع صفته نكرة فيفيد هذه الفائدة.