منها: رعاية الرقي.
ومنها: أن الأولين مفردان والوصف المفرد أعرف في الوصف والتبعية وعدم الاستقلال وكل ذلك يقتضي التقديم.
ومنها: أنهما مشتقان عن الأولين أو عن ثانيهما.
ومنها: أن كلا منهما لكونه جملة فيه طول لا ينبغي أن يفصل به بين التابع ومتبوعه.
ومنها: أن المقصود بالذات إنما هو وصف «المربع» بالبلقعية وإمحاء الآثار، وأما وصفه بهذين الأمرين فهو من التوابع والمبالغات في ذلك فالأولان أهم منهما.
الرابعة: في تقديم هذا الوصف على ما يليه وله وجهان: أحدهما رعاية الترقي، وثانيهما أنه جملة فعلية والأخير اسمية، وقد عرفت أن الفعلية أقرب إلى الوصفية، ولذا أتى بالاسمية معطوفة خصوصا والفعل مضارع فإن المضارع بمنزلة اسم الفاعل.
الخامسة: في تأخير الفاعل عن الظرف: ووجهه مع الضرورة تقريب الضمير من مرجعه والاهتمام، فإن الكلام في أحوال «المربع» والاخبار عنها والتشويق إلى الفاعل; لزيادة التمكين كما عرفت، والدلالة على استعظام هذا الحكم حتى أنه لا يمكن أن ينسب هذا الأمر إلى هذا المحكوم عليه ويحكم عليه إلا بعد أن يتمها ويتأمل ويرضي نفسه بهذا الاسناد ويتحقق المسند إليه حق التحقق والدلالة على زيادة تمكن «المربع» في ذهنه، وأنه يخطر بباله أقدم من كل شيء إما لأنه مربع أم عمرو، وإما للاستغراب والاستعجاب مما طراه، وإما لهما جميعا، ولأنه لو أخر الظرف سواء أخره عن وحشية أم لا، لكان في معرض أن يتوهم تعلقه بوحشية لا سيما إذا كان وحشية ما لا يأتيه، فإنها بمنزلة الوصف، فلو