ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٨٥
وقال مهنئا العلامة الشيخ محمد حسن الكاظمي (277) في يوم مبعث الرسول الأعظم محمد (ص):
أين في عصرنا نرى لك مثلا * جئت بعدا ففقت من جاء قبلا كلما قد بلغت غاية فضل * زدت جدا فزادك الله فضلا وإذا قيل بعض جدك هذا * لك كل الفضل انتهى قلت كلا لم تزل هكذا تجد إلى أن * قيل مهلا لك انتهى الفضل كلا نلت أقصى العلى وتبغي مزيدا * عز من هكذا براك وجلا لو على قدرك اتخذت خليلا * لا اتخذت الهلال في الأفق خلا أيما خصلة من المجد عنت * لم تفز من قداحها بالمعلى قد بحثت العلوم فنا ففنا * وبها قد أحطت عقلا ونقلا وشحنت الزمان هديا ونشكا * وقضيت الحقوق فرضا ونفلا فإلى أين عنك يبغي انحراف * ضل من لا يراك لله ظلا أيها المقتفي الأئمة لا تخطئ * قولا لهم ولم تعد فعلا قل لمن يدعي النيابة عنهم * هكذا عنهم يناب وإلا أنت يا كعبة إليها الرجا حج * ويا قبلة لها المدح صلى مشعر الحق مستجار ذوي الحق * ومن لم يقل بما قلت ضلا فيك لو أعطيت مناها الثريا * لتمنت بأن ترى لك نعلا يا وقور الندي جئت بجيل * خيرهم في نديه طاش جهلا ما عسى أن يقول فيك مريب * صقلت عرضك المكارم صقلا لك أفدي معذبا بمعاليك * إليها يمد باعا أشلا يتعالى بجهله وهو يدري * أن من مفرقيه كعبك أعلى لو رأى الليث كيف رشحت أشبا * لك لارتاح أن يرى لك شبلا غررا قد نجلتها ليس ترضى * معها البدر ينتمي لك نجلا طبت نسلا وكنت أزكى بني المجد * وما كل من زكى طاب نسلا سرجا للعلى ولدت وكل * كم له من نهار فخر تجلى لك خلق لو ذاقه مجتني النحل * دعى ما جنيت ما عشت نحلا ذاك للذائقين حلو وهذا * في فم الذوق منه أحلا وأحلا خفة الروح لا كأخلاق (278) قوم * أبدا في الأرواح تحدث ثقلا هو روض النهى وقد جعل الله * له منك رائق البشر طلا قد لعمري حملت أعباء جود * لو بها الدهر يستقل لكلا ومن الرمل لو عطاؤك يعطى * نفذ الرمل من يديه وملا لقد اختط دارك المجد للحمد * وفيها الندى ترعرع طفلا منه جيد المحب يلبس طوقا * ويد الكاشحين تحمل غلا دم شكيم المصاقع اللد (279) واسلم * شرقا للخصيم تنطق فصلا بلسان يريه نضنضة الصل * فيغضي كيلا يساور صلا أمطرتنا يداك طلا ووبلا * فوردنا نداك نهلا وعلا بهدايا يديك أقسم لا أيدي * الهدايا يرمين نحو المصلى لجديرا أراك في أن أهنيك * بمن نبت عنه قولا وفعلا ولا حلا الأيام يوم يد الله * به سلت الحسام المحلى يوم بعث لمن سيبعث فيه * مالي المشرقين قسطا وعدلا ذاك من كان قربه قاب قوسين * من الله إذ دنى فتدلى والبشير الذي به قسم الله * على العالمين لطفا وفضلا هو للخير كان أصلا وفرعا * وله الخير كان فرعا وأصلا أيها المجزل الوهوب سماحا * هاك نظما كجود كفيك جزلا بل كعلياك خذه ممتنعا صعب * منال ومثل خلقك سهلا زف بكرا كفاك فيها هديا * لك تجلى وحسبها بك بعلا

277 هو الشيخ محمد حسن بن الشيخ ياسين بن الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ محسن الكاظمي الشهير بآل ياسين. أشهر مشاهير علماء الشيعة في عهده. ولد في الكاظمية سنة 1220 ه‍ ونشأ في أحضان أسرته التي توارثت العلم والدراسة الدينية كابرا عن كابر. هاجر إلى النجف في عهد العلامة الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر فاتصل به وتلمذ عليه وانتهل من ينبوعه الصافي، ولقوة تمركزه في نفس أستاذه كان يمضي حكمه عنده ولما يستتم عمره الخامسة والعشرين. وتلمذ على الفقيهين الشيخ علي بن الشيخ موسى صاحب كشف الغطاء والشيخ جواد ملا كتاب كما أخذ أصول الفقه على العلامة الكبير شريف العلماء في كربلاء.
والحجة آل ياسين مجتهد كبير ومؤلف أخضع كثيرا من العلماء للاستفادة من قلمه ورأيه فقد كان العلامة الميرزا حبيب الله الرشتي المتوفى سنة 1312 ه‍ يذكر آراء المترجم له من على منبره لأعضاء حلقة درسه. ولولع الحجة آل ياسين بنشر العلم ولخصوبة النجف العلمية استطاب له المقام وحرص أن لا يفارق بلد الإمام علي أمير المؤمنين غير أن أستاذه صاحب الجواهر ألزمه بالعودة إلى الكاظمية ليستعيد بها المركز الديني الذي ساهم في تأسيسه أجداده الكرام. اجابه فإذا به العلم المفرد والسيد المطاع والامام المفتدى والمثل الاعلى في الكاظمية. رجع الرأي العام له بالفتيا بعد وفاة أستاذه صاحب الجواهر وبالتقليد بعد وفاة الامام الأنصاري وانتشر رأيه في الأوساط الاسلامية والعواصم الشرقية، وقد أحصي في حلقة درسه عشرون مجتهدا. نكب في حياته بفقد الأولاد فقد مات ستة اعلام فيهم المجتهدون المعترف لهم بالمرتبة العلمية السامية. وكان كريما سخيا يهب هبات من لا يخاف الفقر. من كتبه:
(1) أسرار الفقاهة في أحد عشر مجلد - كتاب استدلالي - (2) رسالة عملية في العبادات (3) رسالة في اختلاف الأفق للصائم (4) تعليقات على كتاب الفصول في الأصول (5) تعليقات على الرسائل (الفرائد) للامام الأنصاري (6) رسالة في حقوق الوالدين (7) المجالس في تسعين موضوعا في الدين والأخلاق والتأريخ. توفي بمسقط رأسه في التاسع من رجب سنة 1308 ه‍ وتأريخ وفاته: (ثلم الاسلام ثلمه) وحمل جثمانه إلى كربلا فالنجف ودفن بها حيث مرقده الذي تقوم عليه قبته الزرقاء في (العمارة) ورثاه شعراء عصره جميعا، وولي الإمامة بعده حفيده الحجة الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ باقر آل ياسين وتوفي سنة 1315 ه‍ ودفن إلى جنب جده في النجف وهو والد الحجة الأكبر آية الله اليوم الشيخ محمد رضا آل ياسين المرجع العام أطال الله عمره الشريف.
278 وفي نسخة: لا لأخلاق.
279 الشكيم: المنتصر. المصاقع: جمع مصقع، الخطيب المفوه. اللد: جمع لدود، الشديد الخصومة.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»