ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٩٠
وقال مهنئا العلامة الحاج محمد حسن كبه عند مجيئه من الحج:
عرفت ناسكة ذات اللمى * فرنت فاتكة في أضلعي ولكم بالهدب راشت أسهما * فرمت شاكلتي (305) صبري معي * * * أنشقتني يوم جمع عرفها * وعلى الخيف حمتني رشفها كحل الحسن لسحر طرفها * ما رنت للصب إلا أقسما ما كذا ترنو ضباء الأجرع * والغواني تدعي السحر وما هو إلا تحت ذاك البرقع غادة أقتلها لي كلها * مثل ما أحيى لقلبي وصلها ذات غنج قد سباني دلها * طرقت وهنا فقالت أجرما إذ رأتني بائتا في الهجع * ونعم يا ريم طرفي هوما طمعا منك بطيف ممتع دمية نشر الخزامي نشرها * بفتات المسك يزري شعرها كم ليال هي عندي بدرها * قابلت فيهن مرآة السما بمحياها فقيل انطبعي * هي والظبية من واد كما هي والبدر معا من مطلع كلما ورد خديها الخجل * قطفت ذيالك (306) الورد المقل لا تسل عني وعنها لا تسل * وقفت فاستوقفتني ذ وأفاضت فأفاضت أدمعي * عجبا راقبت فيها الحرما واستحلت صيد قلبي الموجع كم قضت في سعيها من منسك * ما أضاعت فيه إلا نسكي فلقد عدت بقلب مشرك * في الهوى يعبد منها صنما فهو في اللاهين لا في الركع * ظلة يقرأ - قل من حرما زينة الله - ولما يقلع لست أنسى بالمصلى موقفا * فيه يرجى العفو عما سلفا فبدت أحلا الغواني مرشفا * تجرح النسك بلحظ إن رمى سهمه قرطس (307) قلب الورع * وانثنت تطعن بالحج بما قد حوى لين الرماح الشرع يا سقى الله ضحيات النقي * وكساها الروض وشيا مونقا كم أرت عيني وجها مشرقا * وجلت لي من فتاة مبسما عن شتيت واضح ملتمع * فدعى دمعي ولكن رخما فأجابت بعقيق أدمعي عجبت حين بدت في تربها * ورأتني بين صرعى حبها ثم قالت للتي في جنبها * هل وصلن الغيد قبلي مغرما وسوى الشيب له لم يشفع * سنة ما عملت فيها الدمى وهي في دين الهوى لم تشرع لا ومن أودع في خصري النحول * ورمى نرجس جفني بالذبول لست أحي أشيبا واسمي قتول * للذي ماء الصبا فيه نما غصنه من ناشي أو يفع * كلما استقطرت منه اللمما قطرت ماء فبلت موضعي قلت يا سالبتي طيب الوسن * ما لمن تصبي المعنى والسنن فصلي الصب الذي فيك افتتن * واجعلي وصلك في هذا الحمى بدعة جاءت كبعض البدع * وألمي كخيال سلما هوم الركب فحيا مضجعي من رأى خديك قال العجب * كيف في الماء يشع اللهب والتي طاب أبوها العنب * بالذي أودعها منك الفما وبه حلت بأحلا موضع * مالذي من يرتشفه أثما هي أم فوك فزيدي ولعي وحديث تتهاداه الربى * طاب نشرا بين أنفاس الصبا عن بشير جاء يطوي السبسبا * تأرج البشرى عبيرا أينما حل في الأربع بعد الأربع * شعبت شمل العلى فالتأما ودعت قلب الحسود: انصدع فأدر يا صاحبي كأس الطرب * واطرح في كأسها بنت العنب قم فشاركني بما سر الحسب * بشر المجد وهن الكرما وعلى هذا إلهنا باكر معي * قد تجلى كل أفق أظلما بسنا هذي البدور الطلع زهر مجد زهر المجد (308) بهم * لأخلت أفلاكه من شهبهم كلما خف الهوى في صبهم * وعلى المسرى إليهم عزما ثقلت نهضته في المربع * في أمور طاريات كلما هم ينحو قصدهم قلن ارجع لك يا (عبد الكريم) الفرح * ولحسادك ذاك الترح وصفت لابن أخيك المنح * (مصطفى) المجد بأزكى من نما شرف سام لمجد أرفع * كبدور التم تنضو اللثما عن ثغور كالبروق اللمع قر طرف الفخر منها (بالحسن) * ذاك من قرت به عين الزمن شخصه والدهر روح وبدن * فحياة الدهر لما قدما رجعت للناس أحلا مرجع * ما براه الله إلا عيلما لبني الآمال عذب المشرع رد في صدر المعالي قلبها * ولأفلاك المساعي قطبها والقوافي سبحته ربها * وأتت تهدي إليه أنجما ما حواها فلك في مطلع * دررا وهي تسمى كلما مثلها ما أنشدت في مجمع شهدت للمجد أبهى محفل * فادعت فخرا وقالت: هو لي أيها القالة مثلي فصلي * من فريد المدح ما قد نظما ثم يا صاغة مثلي رصعي * أو فكفي وأريحي القلما وبياض الطرس للطرس دعي هذه الأفناء أفناء الشرف * منتدى الآداب فيها والظرف لم يزل للمدح فيها معتكف * من يرد يهدي إلى هذي السما يلتقط من هذه الزهر معي * ما وعاها الدهر إلا مغرما قال أحسنت فقرط مسمعي دار مجد (مصطفى) الفخر بها * كأبيه حلمه من هضبها فالورى في شرقها أو غربها * كلمها تلحظ منه علما شامخا هضبته لم تطلع * خيرها مجدا وأعلى منتما في العلى من كل ندب أروع طاول الأمجاد حتى ابتدرا * غاية جاز إليها القمرا وغدا جودا يمير البشرا * بيد أخجل فيها الديما قائلا: يا أيها السحب اقلعي * ما أتاه الوفد إلا كرما حل منه في الجناب الممرع يا عرانين المعالي والشرف * لكم أهديتها أسنى التحف ولكم تجلى عروسا وتزف * فلها البشر بكم زهوا كما لكم البشر بها في المجمع * والبسوا الأفراح ثوبا معلما عنكم طول المدى لم ينزع

305 الشاكلة: الخاصرة ومنه (أصاب شاكلة الصواب).
306 وفي نسخة: من ذلك.
307 قرطس: أصاب القرطاس أي الغرض.
308 وفي نسخة: الدهر.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»