ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٨٤
وقال مهنئا الحاج محمد صالح كبه بقدوم حفيديه الحاج عبد الهادي والحاج محمد حسين من الحج:
وصلت وريعان الشبيبة مونق * وجفت وقد لبس المشيب المفرق والغيد طوع نسيم ريعان الصبا * يهتز غصن شبابهن المورق والشيب إن حطت عقاب نهاره * فغراب ليلة وصلهن محلق أدرت فتاة الحي أني مذ نأت * قلبي أسير هوى ودمعي مطلق أنا والجوى والدمع وهي ومهجتي * طوع البعاد مغرب ومشرق عافت أخا دمعي العقيق وثغرها * أمسى يضي به أخوه الأبرق لله موقفنا صبيحة أجمعت * بينا له جزعا بريقي أشرق (267) ومسكت قلبي كي يقر وإنه * ليكاد يلفظه الزفير فيحرق (268) وكظمت أنفاسي الغداة وفوقها * كادت مجامع أضلعي تتفرق جاذبتها فضل الرداء فأقبلت * بالعنف تجمع ما جذبت وأرفق ومذ استقل بها الفراق دعوتها * بالدمع إذ هو من لساني أطلق (269) ألله يا ذات النطاق بواجم * لسن المدامع عن جواه تنطيق وتذكري عهد المودة بيننا * أيام أوقاتي بلهوك تنفق متألفين بحيث لا ظل الهوى * صاح ولا صفؤ الوداد مرنق في روضة عذراء لم يبرح بها * يمري (270) مذانبه الغمام المغدق يسري النسيم عليلة أنفاسه * فيها بنشر من عبيرك يعبق وعيون نرجسها المندى غازلت * منك المحيا وهو شمس تشرق فكأن في أجفانهن الطل من * أنوار وجهك أدمع تترقرق ولهوت منك بذات خدر زانها * ثوب الشباب الغض لا الاستبرق طورا تعاطيني الحديث وتارة * راحا بها شمل الهموم يفرق قالت وقد عاقرتها من كفها * صرفا لها نور يروق ورونق ألها نظير، قلت خلق (محمد) * في لطفه منها أرق وأورق خلق لأبلج غير معقود الندى * ديم الغمام غدت به تتخلق عذبت بفيه نعم فليس بغيرها * يلقى الذي من جوده يسترزق ويود أن بكل منبت شعرة * منه بقول نعم لسان ينطق أثرى من الحسب الكريم وكل من * أثرى بلا حسب مقل مملق فانظر لمن عرب القوافي في الورى * تنشى وأبكار المعاني تخلق ما فيهم إلا (محمد صالح) * بالمدح جيد علائه يتطوق المستجار من الزمان بظله * إن جاء يرعد بالخطوب ويبرق والمستضاء بوجهه إن يدج من * دهم الحوادث ليلهن الأورق (271) ومسدد الآراء أسهم رأيه * غرض القضايا الغامضات تطبق يقضان قد سبرت تجارب حزمه * غور الزمان بأي فن يطرق إن أبهمت يوما مطالع شبهة * عمياء فيها الحق لا يتحقق يغشى نعاس الجهل تحت ظلامها * بصر القلوب المدركات فتخفق فعمود صبح بيانه بضيائه * غسق العمى لذوي البصائر يفلق وإذا تحيرت العقول بمشكل * صعب مجال الوهم فيه ضيق جمع العقول على الصواب بحجة * فيها احتمال الريب لا يتطرق فمن السكينة والوقار سكوته * وله المقال الفصل ساعة ينطق وعلاؤه الآفاق ضقن بعظمها * وبعظم معجزه البسيطة أضيق إما أقام فمنه طرف الناس في * إنسان عين زمانهم تتعلق وبأي أرض قد سرى ففعاله * عن أهلها عين الحوادث تطبق فالناس في جدواه شخص واحد * وبمدحه الدنيا جميعا تنطق ونداه لو سكتوا لنوه باسمه * إن الندى لهو الخطيب المفلق وإذا ترادفت المحول تشعبت * منه غمائم للبلاد تطبق وغدا يرف على البرية ظلها * وبريق النعماء فيهم تغدق حتى تمج الأرض ماء نعيمها * ريا وبالعشب الثرى يتشقق فتبيت حالية بوشي ربيعها * ولساكنيها العيش غضا يونق (272) منن تفوت الواصفين وإنما * وصف الأنام ببعضها يستغرق وإذا انتمى فلدوحة الشرف التي * تنمو على مر الزمان وتورق وشجت قديما ساريات عروقها * حيث المجرة نهرها يتدفق فأصولها فوق السما وفروعها * شرفا إلى مالا نهاية تبسق وطريف علياه يريك تليدها * فمن المكذب والطريف مصدق لا كالذي بين البرية أصله * خبر على غلك اللسان يلفق ملك على أولى الزمان قبيله * بذوائب الشرف الرفيع تعلقوا طلبوا سماء المجد فابتدرت بهم * تسموا قدامي عزهم وتحلق حتى ارتقوا أفلاكها وغدا لهم * دون البرية غربها والمشرق وإلى انقطاع الدهر فخر علاهم * أبدا بهالتها الرفيعة محدق فكفاهم فخرا بأن عشيرهم * فيه وفي (عبد الكريم) معرق فهما معا كفا ندا وصلا بهم * وهم لتاج العز قدما مفرق فرعا علاهم في حديقة مجدهم * ما أثمراه طيب مستوسق ضربا بعرق واحد في طينة * هي من سواها في المكارم أسبق مثلان مهما راهنا في حلبة * فغبار شأوهما بها لا يلحق وبكف كل منهما ما برزا * في السبق رهن ذوي المعالي يغلق (273) كالعين تبلغ أختها الشأو الذي * بلغته إن كل إليه تحدق يا نيري فلك المعالي من غدا * لهما بكل سماء مجد مشرق قرت بانسانيهما عيناكما * وعلى القذى أغضى الحسود المحنق فلقد تباشرت النفوس بأوبة (* الهادي) وجمع أنسها المتفرق وسما المكارم أشرقت لما بدا * نور (الحسين) بأفقها يتألق قدما معا والسعد طائر يمنه * غرد يرف عليهما ويرنق ولئن تشوقت البلاد إليهما * فإلى لقائهما المعالي أشوق لامس أيدي الراميات إلى منى * نصب ولا منها عقرن الأسوق فلكعبة البيت الحرام بكعبتي * أمل العفاة سرت خفائف تعنق (274) وبثقل أجرهما ثقيلات الخطأ * صدرت كأن لها الرواسي أوسق (275) المحرمين وإن أحلا دائما * زهدا بما تهوى النفوس وتعشق فكأن كل مقام احتلا به * حرم وحج كل يوم يخلق والركن يشهد ان كفهما التي * استلمته لا إثم بها متعلق نحرا غداة النفر هديا قال لم * يقبل سواي لو أن هديا ينطق وسرين من حرم الاله جوانحا * بهما إلى حرم النبي الأينق بيت لو البيت استطاع لجاءه * بالركن يسعى سعي من يتملق فالدهر فيه محرم فمقصر * والفخر فيه طائف فمحلق عكفا به يتمسكان فناشق * لثم الضريح ولاثم يتنشق واستقبلا حرم الوصي وإنه * حرم الاله به الملائك تحدق وحمى يجير من السعير لأنه * نفحات عفو الله منه تعبق فاستشفعا لله فيه ويمما * ناد بغير العز ليس يروق رفعت بأعلا (الكرخ) منه سرادق * بعلائها العيون لا يتعلق جمع الصلاح على التقى أطرافه * وغدا لواء الفخر فيه يخفق فلتلبس (الزوراء) حلة زهوها * فالعيش رغد والهنا مستوسق أوما ترى كأس المسرة تجتلى * لعشيرة الشرف الرفيع وتدهق عقدوا الندي وللوفاء محبهم * ينشي المديح مهنيا وينمق والزهر من أبنائهم ما بينها * الندب (الرضا) في خلقه تتخلق قد أحدقت منه بأزهدها كما * تمسي بأزهرها الكواكب تحدق تسمو لواحظهم إليه مطرقا * وإذا سمت منه اللواحظ تطرق لو أنصفته الكاشحون بنعله * لتتوجوا وبشسعها لتمنطقوا عبقت شمائله فما ريا الصبا * ممطورة الأنفاس منها أعبق وجلت محيا الدهر بهجة وجهه * فارتد وهو من النضارة مشرق وجه يلوح عليه عنوان النهى * ويروق فيه من الطلاقة رونق ومن الخلال الصالحات قد احتوى * مجموع ما هو في الورى متفرق فبعزه صرف الزمان مقيد * وبجوده جود العفاة مطوق أمرا هنيه في الفخار وراءكم * عمن إذ ابتدر المدى لا يلحق ودعوا الندى فله (محمد جعفر) * يسقي رياض المكرمات فتورق ضرغام هيجاء إذا ذكر اسمه * في يوم روع للجموع تفرقوا خلقت أنامل راحتيه أبحرا * يروي بها طورا وطورا يغرق نشأت لهن غمائم بين الورى * عشر بوادقها تضيء وتحرق (276) في السلم وابلها النضار وإنما * في الحرب وابلها دم يتدفق ولها تبسمه بريق في الندى * وبسيفه يوم الكريهة تبرق لو قيل يوم الروع من ترب الوغى * لأشار من بعد إليه الفيلق أو قيل أي الناس أسبق للندى * قلنا (محمد الجواد) الأسبق لجج أسرة راحتيه ووجهه * منه سهيل طالع يتألق فأعجب لانضاء الوفود وأنسها * بسناه إن وردت وليست تفرق ملا الزمان فواضلا وفضائلا * بهما يكل من الفصيح المنطق يا من رباعهم غدت مملوة * بالوفد من كل الأماكن تطرق فتحوا لهم باب السماح بهن في * زمن به باب السماحة مغلق قد زف فكري من عقائله لكم * عذراء ليس لغيركم تتشوق أضحت بجيب الدهر جونة عنبر * في نشر ذكركم تضوع وتعبق جاءت كما اقترح الوفاء وإن يكن * كثر القصيد فغيرها لا يعشق وترى الوفا نفس الكريم لأهله * فرضا ولو بأدائه هي تزهق وتمجه نفس اللئيم ولو لها * ما دمت بالعسل المصفى تلعق

267 لا يوجد هذا الشطر في النسخة المطبوعة.
268 وفي نسخة: فيخفق.
269 وفي نسخة: أنطق.
270 يمري: يستدر. المذانب: مجاري الماء.
271 الأورق: الذي لونه لون الرماد.
272 وفي نسخة: يورق.
273 يغلق: الرهن يملك.
274 العنق: السير السريع.
275 الوسق: حمل البعير.
276 هذا البيت لم يثبت في الديوان المطبوع.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»