خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٩٩
قال سيبويه في باب ما يضمر فيه الفعل المستعمل إظهاره بعد حرف: وأما قول الشاعر: الوافر * لقد كذبتك نفسك فاكذبنها * فإن جزعا وإن إجمال صبر * فهذا على إما وليس على إن الجزاء كقولك: إن حقا وإن كذبا. فهذا على إما محمول. ألا ترى أنك تدخل الفاء. ولو كانت على إن الجزاء وقد استقبلت الكلام لاحتجت إلى الجواب فليس قوله: فإن جزعا كقوله: إن حقا وإن كذبا ولكن على قوله: فإما منا بعد وإما فداء.
وإن قلت: فإن جوع وإن إجمال صبر كان جائزا كأنك قلت: فإما أمري جزع وإما إجمال صبر لأنك لو صححتها فقلت: إما جاز ذلك فيها. ولا يجوز طرح ما من إما إلا في الشعر.
قال النمر بن تولب:
* سقته الرواعد من صيف * وإن من خريف فلن يعدما * وإنما يريد: وإما من خريف. ومن أجاز ذلك في الكلام دخل عليه أن يقول: مررت برجل إن قال ابن خلف: يعني سيبويه أن إن في هذا البيت محذوف منها ما وأصل إما عنده إن ما) فجعل الحرفان حرفا واحدا. وإذا اضطر شاعر حذف ما من إما.
واستدل على أنها ليست بأن التي للشرط بأن الفاء دخلت على إن في: فإن جزعا. فلو كانت للشرط لا حتاجت إلى جواب. وذلك أن جواب إن فيما
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»