خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٠٣
سقتها الرواعد إما من صيف وإما من خريف فلن تعدم الري.
وعلى مذهب الأصمعي والمبرد إن لم يسقها الخريف عدمته لأنه قال: وإن سقتها لن تعدم الري. وإن أراد لا تعدم الري البتة فهذا قول سيبويه. ألا ترى أن قبله: إذا شاء طالع مسجورة البيت انتهى.
وأما قول الدماميني في الحاشية الهندية: لا نسلم أن المقصود وصف هذا الوعل بالري على كل حال وإنما الغرض وصف حاله بحسب الواقع فأخبر أولا بما وقع من سقي سحائب الصبيف له وذلك مقتض لريه منها. ثم اخبر بأنه سحائب الخريف إن سقته بعد ذلك حصل له الري المستمر.
ولو سلم أن المقصود ما ذكر من وصفه بالري دائما فمع الإتيان بإما التي هي لأحد الشيئين لا يلزم ذلك. انتهى.
فقد رد عليه ابن الملا بوجوه: أحدها: كيف لا يكون الغرض ذلك وهو بصدد بيان نجاته من الحتف إذ المراد أنه لو نجا حيوان من الموت لنجا هذا الوعل الذي تكفل له ربه برزقه وأسكنه أخصب أرضه فهو في ري لا ينقكطع وطيب عيش مستمر من غير حيلة منه.
ولو كان المراد وصف حاله بحسب الواقع لم يكن في تخصيصه بالذكر فائدة إذ كل مخلوق شأنه من اللطف الإلهي مثل ذلك.
ثانيها: أنه لا يلزم من إخباره بأن سحائب الخريف وإن سقته بعد ذلك حصول الري المستمر له وإنما يلزم حصول الري المستمر أن لو أخبره أن سحائب الخريف إذا سقته بعد ذلك يروى.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»