خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٨٨
الخير والشر لأنه غير مراد له بدليل ما بعده فيكون من حذف المعطوف بلا النافية وهو غريب.
وقوله: أألخير الذي... إلخ هذا بدل من أي ولهذا قرن بحرف الاستفهام. والهمزة الثانية من أألخير همزة وصل دخلت عليها همزة الاستفهام وكان القياس أن يستغني عنها لكنها لم تحذف وخففت بتسهيلها بين بين إذ لولا ذلك لم يتزن البيت. ولا سبيل إلى دعوى تحقيقها لأنه لا قائل به.
وهمزة بين بين عند البصريين متحركة بحركة ضعيفة ينحى بها نحو السكون ولذلك لا تقع إلا حيث يقع الساكن غالبا ولا تقع في أول الكلام بحال.
وفيه رد على الكوفيين في دعوى سكونها لأنها في مقابلة ثاني حروف وتد مجموع وهو لا يكون ساكنا ولأنها لو كانت ساكنة لزم التقاء الساكنين على غير حده.
وروي: أم الشر الذي لا يأتليني قال ابن الأنباري: أي لا يألو في طلبي أي: لا يقصر في طلبي.
والمثقب العبدي: شاعر جاهلي قديم كان في زمن عمرو بن هند. قاله ابن قتيبة في كتاب الشعراء وقال اسمه محصن بن ثعلبة بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الصاد المهملة سمي المثقب لقوله في هذه القصيدة:
* رددن تحية وكنن أخرى * وثقبن الوصاوص للعيون * وكان أو عمرو بن العلاء يقول: لو كان الشعر كله على هذه القصيدة لوجب على الناس أن يتعلموه. انتهى.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»