خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٨٧
أعرف منك ما يفسد مما يصلح. انتهى.
وقال الدماميني: الغث: الرديء. والسمين: الجيد. أي: فأعرف منك مساوي من محاسني فإن المؤمن مرآة أخيه. أو فأعرف ما يضرني منك مما ينفعني وأميز بينهما. انتهى.
وقوله: وإلا فاطرحني أي: اتركني. وهو بتشديد الطاء افتعال من الطرح.
وقوله: وما أدري ما يممت... إلخ ما: نافية وأدري: أعلم وجملة أيهما يليني: في محل المفعولين لأدري لأنه معلق عن العمل باسم الاستفهام. وإذا: ظرف لأدري.
ويممت: قصدت. وأمرا كذا في المفضليات وفي غيرها: وجها. وروي أيضا: أرضا. وجملة أريد: حال من فاعل يممت.
وأورده الفراء عند تفسير قوله تعالى: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة قال: ذكر أمة ولم يذكر بعدها أخرى والكلام مبني على أخرى لأن سواء لابد لها من اثنين فما زاد كأنك قلت: لا تستوي أمة صالحة وأخرى كافرة وقد تستجيز العرب إضمار أحد الشيئين إذا كان في الكلام دليل عليه.
ثم أنشد هذين البيتين وغيرهما.) وكذا أنشدهما عند قوله تعالى: إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان قال: كني عن هي وهي للأيمان ولم تذكر. وذلك أن الغل لا يكون إلا في اليمين والعنق جامعا لليمين والعنق فيكفي ذكر أحدهما من صاحبه. ثم أنشدهما فقال: كنى عن الشر وإنما ذكر الخير وحده.
وذلك أن الشر يذكر مع الخير. انتهى.
وكأنه يريد أن التقدير: أريد الخير لا الشر. ولا يجوز أن يكون التقدير: أريد
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»