خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٥١
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم * كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم * قالوا: يريد كأحمر ثمود فغلط.
وقيل: إنها إذا طلعت طلعت على استقامة وإذا استقلت تعرضت. وهكذا الوشاح يعترض على الكشح وقال أبو عمرو: تأخذ الثريا وسط السماء كما يأخذ الوشاح وسط المرأة.
شبه اجتماع كواكب الثريا ودنو بعضها من بعض بالوشاح المنتظم بالودع المفصل بينه.
وقال الخطيب التبريزي: معناه: أن الثريا تستقبلك بأنفها أول ما تطلع فإذا أرادت أن تسقط تعرضت كما أن الوشاح إذا طرح تلقاك بناحيتيه.
قال الإمام الباقلاني في كتاب إعجاز القرآن بعد نقل هذه الوجوه: الأشبه عندنا أن البيت غير معيب من حيث عابوه وأنه من محاسن القصيدة ولكن لم يأت فيه بما يفوت الشأو ويستولي على الأمد أنت تعلم أنه ليس للمتقدمين ولا للمتأخرين في وصف شيء من النجوم مثل ما في وصف الثريا وكل قد أبدع فيه وأحسن فإما أن يكون قد عارضه أو زاد عليه فمن ذلك قول ذي الرمة: الطويل * وردت اعتسافا والثريا كأنه * على قمة الرأس ابن ماء محلق
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»