خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤٤٢
وعزا ابن جني في الخصائص رواية نصب الحيات إلى الكوفيين ونسبها بعضهم إلى البغداديين.) والله أعلم.
وقد رجحه اللخمي في شرح أبيات الجمل قال: ويدوى بنصب الحيات فتكون القدم فاعله.
وأراد القدمان فحذف النون ضرورة ومما يدل على أن القدمين قد حذف نونه للضرورة قوله بعد هذا: فقوله: هممن في رجليه دليل على القدما تثنية. وقوله: ثم اغتدين... إلخ دليل على أن بعضها قد سالم بعضا.
ووقله: واغتدى إخبار عن صاحب القدمين لا عن القدم لأنه إذا سلمت قدماه فهو مسلم ومعنى هممن: دببن. هذا كلامه.
والأفعوان بالضم: الذكر من الأفاعي. والشجاع: الذكر من الحيات. والشجعم: الجريء وقيل: الطويل مع عظم جسم والميم فيه زائدة.
وقوله: وذات قرنين هي الأفعى القرناء وضرب من الأفاعي يكون له قرون من جلده وليست كالقرون المعروفة.
قال اللخمي: ذات قرنين: حية لها قرنان وهما لحمتان في رأسها من عن يمين وشمال وقيل: يعني العقرب. والضروس: فعول من الضرس وهو العض الشديد بالأضراس.
ووري بدله: الضموز بالمعجمتين كصبور وهي الحية المطرقة التي لا تصفر لخبثها فإذا عرض لها إنسان ساورته وثبا. والضرزم بكسر المعجمتين بينهما راء مهملة ساكنة: الحية المسنة وهوأخبث لها وأكثر لسمها.
وقيل: هي الشديدة النهش. وصفه بغلظ القدمين وصلابتهما لطول الحفى فذكر لأنه يطأ على الحيات والعقارب فيقتلها فقد سالمت قدميه فما تقدم أن تدخل تحتها كما سالمت القدمان الحيات فاغتدين مسلمات واغتدى الرجال سالم القدمين.
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»