خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤٤٠
ولم يصب الأعلم في قوله: وصف جبلا قد عمه الخصب وحفه النبات وعلاه فجعله كشيخ مزمل في ثيابه معصب بعمامته وخص الشيخ لوقارته في مجلسه وحاجته إلى الاستكثار من الناس. هذا كلامه وكأنه لم يقف على هذه الأبيات.
ووقله: لو أنه أبان أي: لو أن ذلك الثمال الذي يشبه الشيخ وأبان أي: جاء بالبيان وهو الإفصاح عما في الضمير. وقوله: لكان إياه أي: لكان الثمال ذلك الشيخ.
والأعجم: من لا يقدر على الكلام أصلا. والأعجم أيضا: الذي لا يفصح ولا يبين كلامه وإن كان من العرب والأعجم أيضا: الذي في لسانه عجمة وإن أفصح بالعجمية والمراد هنا الأول.
وقوله: أتعبن ذا ضبعية أي: أتعبت هذه الإبل راعيا ذا ضبعية أي: ذا قوة ضبعية نسبة إلى الضبع بفتح الضاد المعجمة وسكون الموحدة وهو العضد. والملوم: الذي يلام لوما كثيرا لسوء ما يأتي.
وقوله: عند كرام بالنون وروي أيضا: عبد كرام بالموحدة.
وقوله: عذبه الله بها أي: بخدمة هذه الإبل والجملة خبرية أو دعائية. وأغرم من أغرمه الله أي: جعلة الله ذا غرام فهو مغرم. والغرام: الشر الدائم.) وقوله: وليدا... إلخ هو مصغر وليد كأمير صغرة تحقيرا له وعسا هنا من عسا الشيء قال الأخفش: عست يده تعسو: غلظت من العمل. واعرنزم بالعين والراء المهملتين بعدها نون وزاي أي: اجتمع وأشتد.
وقوله: قد سالم الحيات... إلخ أنشده سيبويه إلى قوله: ضموزا ضرزما برفع الحيات ونصب الأفعوان وما بعده وقال: فإنما نصب الأفعوان والشجاع لأنه قد علم أن القدم ها هنا مسالمة كما أنها مسالمة فحمل الكلام على أنها مسالمة. انتهى.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»