خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤٤١
فيكون الأفعوان وما بعده منصوبا بإضمار فعل كأنه قال: وسالمت القدم الأفعوان والشجاع فالمسالمة واقعة منهما.
قال ابن السيد في أبيات المعاني وفي شرح أبيات الجمل: كان القياس رفع الأفعوان وما بعده على البدل من الحيات لكنه جمله على فعل مضمر يدل عليه سالم لأن المسالمة إنما تكون من اثنين فصاعدا فلما اضطر إلى النصب حمل الكلام على المعنى.
وقال الفراء: الحيات بالنصب مفعول بها والفاعل القدمان وهو مثنى فحذف نونه للضرورة.
انتهى.
وقال ابن هشام في آخر المغني: نصب الحيات هو على الفاعلية فإنه قد ينصب الفاعل عند أمن اللبس. وأقول: الفراء إنما رواه كسيبويه قال في تفسير قوله تعالى: إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ترفع الأغلال والسلاسل ولو نصبت السلاسل تريد: يسحبون سلاسلهم في جهنم.
وذكر الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال: وهم في السلاسل يسحبون فلا يجوز خفض السلاسل والخافض مضمر ولكن لو أن متوهما.
قال: إنما المعنى إذ أعناقهم في الأغلال وفي السلاسل يسحبون جاز الخفض في السلاسل على هذا المذهب ومثله مما رد إلى المعنى قول الشاعر:
* قد سالم الحيات منه القدما * الأفعوان............. إلخ * فنصب الشجاع والحيات قبل ذلك مرفوعة لأن المعنى قد سالمت رجله الحيات وسالمتها فلما أجتاج إلى نصب القافية جعل الفعل من القدم واقعا على الحيات. انتهى كلامه.
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»