خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤٢٦
الباهلي يغاور أهل اليمن فقتل مرة بن عاهان الحارثي فقالت نائحته: البسيط * يا عين بكي لمرة بن عاهانا * لو كان قاتله من غير من كانا *) قال أبو عبيدة: ماهجوا بمثله لأنها صغرت بهم وإنما أرادت باهلة. انتهى.
وكذا رواها الأسود أبو محمد الأعرابي في فرحة الأديب.
قوله: إنا وباهلة بن أعصر أريد بباهلة القبيلة المنسوبة إليها ثم إلى أعصر لأن باهلة هي بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج تزوجها مالك بن اعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر فولدت باهلة من مالك سعد مناة.
ثم تزوجها ابن زوجها معن بن مالك بن أعصر فولدت باهلة من معن أودا وجئاوة.
وكان لمعن بن مالك أولاد من غيرها وهم: شيبان وزيد ووائل والحارث وحرب ووهيبة وعمرو وأمهم أرنب بنت شمخ بن فزارة. وقتيبة وقعنب وأمهما سودة بنت عمرو بن تميم.
فحضنت باهلة هؤلاء التسعة فغلبت عليهم. فانتسبوا إليها.
فقتيبة في هذا الشعر هو ابن زوج باهلة وهو قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر. وما ذكره الأعلم باهلي أيضا وهو من ولد وائل فإنه قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخبر بن كعب بن قضاعي بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل.
فانظر ما بينهما. ولكن حصل للأعلم اشتباه من تشارك الاسمين.
وكان قتيبة بن مسلم أمير خراسان لعبد الملك بن مروان والمنتشر بن وهب كان من ولد وائل وكان المنتشر ممن كان يعدو أشد من عدو الظبي هو وأوفى بن مطر المازني وسليك بن السلكة وتأبط شرا. والشنفري.
وقوله: كان يغاور أهل اليمن أي: يغير عليهم. وبالآخرة قتله بنو الحارث بن كعب كما تقدم في ترجمته في الشاهد السابع والعشرين من أول الكتاب.
والأصمعي العالم الراوية المشهور باهلي أيضا. وهو من ولد قتيبة بن معن واسمه: عبد الملك بن قريب بالتصغير ابن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة.
وكان الأصمعي يقول: لست من باهلة لأن أم قتيبة بن معن تميمية ولكن حضنته فغلبت عليه وإنما تبرأ منها لأن باهلة قبيلة مذمومة في العرب.
وقوله: بيننا داء الضرير جمع ضرة بالفتح. وضرة المرأة: امرأة زوجها. وهذا الجمع نادر لا يكاد يوجد له نظير فإن فعائل يكون جمع فعلية لا فعلة. وداء الضرير هو التباغض والتضارب وهو) معروف فيكون قولها: بغضه وتقافي تفسيرا للداء. وبغضه إما بدل من داء أو خبر لمبتدأ محذوف.
والبغضة بالكسر والبغضاء بالمد: شدة البغض. والتقافي: تفاعل من قفيته أقفيه قفيا إذا وروي: نقاف بكسر النون وهو مصدر ناقفه. قال الليث: المناقفة: هي المضاربة بالسيوف على الرؤوس. وعلى هذا يكون بغضة بالجر بدلا من الضرائر.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»