خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤٢١
لما تقدم قبله من جواز دخول نون التوكيد اختيارا في جواب الشرط فإن ينفعا جواب الشرط وقد أكد بالنون المنقلبة ألفا.
وتقدم فيما قبله نقل كلام سيبويه وأنه مخالف له.
وهذا البيت كذا رواه سيبويه وتبعه من جاء بعده ولم يذكر خدمة كتابه تتمته ولا شرحوه شرحا وافيا بمعناه وإنما قال الأعلم: هجا قوما فوصفهم بحدثان النعمة. والخيزراني: كل نبت ناعم وأراد بالخير المال.
هذا كلامه بحروفه.
وقد رواه غير سيبويه بكسر العين من ينفع. على أنه جواب مجزوم. وكذا رواه الأصمعي بلفظ: متى ما يدرك الخير ينفع وقال: يقول: نميتم نماء حسنا كما ينبت الخيزران في نعمته ولينه أي: وإن كنتم نبتم بأخرة فإن الخيزران متى يدرك ينفع. انتهى.
وهذا يقتضي أن الخير بمعنى الخيزران. وهذا غير معهود بهذا المعنى وأما استعماله في المال فكثير قال تعالى: إن ترك خيرا أي: مالا. وقال تعالى: لا يسأم الإنسان من دعاء الخير أي: لا يفتر من طلب المال. وإن كانت الرواية: متى يدرك الخيز بالزاي المعجمة لغة في الخيزران فما قاله صحيح لكني لم أرها في كتب اللغة.
وممن رواه كالأصمعي الجاحظ نقله عنه ابن عبد ربه قال في كتابه العقد الفريد في باب ما غلط فيه على الشعراء: وأكثر ما أدرك على الشعراء له مجاز وتوجيه حسن ولكن أصحاب اللغة لا ينصفونهم وربما غلطوا عليهم وتأولوا غير معانيهم التي ذهبوا إليها. فمن ذلك قول سيبويه واستشهد ببيت في كتابه في
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»