لئن كان ما حدثته اليرم صادقا * أصم في نهار القيظ للشمس باديا * على أنه جاء أصم جوابا مجزوما لأن الشرطية بعد تقدم القسم المشعر به اللام الموطئة وهو قليل في الشعر كالبيت الذي قبله.
وهذه اللام تدخل على أداة شرط حرفا كانت أم اسما كما قال الشارح المحقق تؤذن بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها لا على شرط ومن ثم تسمى اللام المؤذنة وتسمى الموطئة أيضا لأنها وطأت الجواب للقسم أي: مهدته له سواء كان القسم قبلها مذكورا كقوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها أم غير مذكور كقوله تعالى: لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولءن نصروهم ليولن الأدبار.
وقد يكتفى بنيتها عن لفظها كقوله تعالى: وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين والأصل: ولئن لم تغفر لنا.
ولولا نيتها لقيل: وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين كما قيل: وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين وكذا قوله تعالى: وإن أطعمتموهم إنكم لمشركون.
وقول بعضهم: ليس هنا قسم مقدر وإنما الجملة الاسمية جواب الشرط على أضمار الفاء فقد قال الشارح وغيره: مردود لأن حذفها خاص بالشعر. قال سيبويه: ولا بد من هذه اللام مظهرة أو مضمرة. يعني اللام التي تقارن أداة الشرط.) وقال ابن مالك في شرح التسهيل: وأكثر ما تكون اللام مع إن. ومن مقارنتها غير إن من أخواتها قوله تعالى: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاء رسول مصدق لما معكم اتؤمنن به ولتنصرنه.