ويجوز استغراق المكان كله.
ولم يذكر الفراء: زيد ما أخاك وأباك. قال أبو بكر: هو عندي خطأ لأن ما موضوعة للعموم وبين لا تحذف إلا بعدها اعتمادا عليها مع خلافة الذي يليها لها.
وبين من أسماء المواضع التي ليست ناسا فلا يخلف بين بعدها إلا ما لا يكون من أسماء) الأناسي مثل القرن والقدم والإهلال والسرار والناقة والجمل وما يجري مجرى ذلك.
ومن قال: داري ما الكوفة فالحيرة وهو يذهب إلى ما بين الكوفة إلى الحيرة لم يصب لأن هذا الكلام لا يستقيم إلا بأن تكون الدار مالئة كل الموضع الذي بين الكوفة والحيرة وما شوهدت دار كذا.
فإن لم تذكر ما لم يبطل أن يقال: داري بين الكوفة فالحيرة على أن الدار آخذة بعض ما بين الكوفة والحيرة ولو قال: له علي ما الألف والألفين يريد ما بين الألف إلى الألفين كان الكلام مستقيما لوقوع ما وبين على جميع ما بين الطرفين ودخول الطرفين فيهما أعني في ما وبين.
هذا ما لخصناه من تذكرة أبي حيان وفيها فوائد تتعلق ببين دون ما تركناها لعدم تعلق غرضنا بها.
وقول الشارح: ومثل قوله قفا نبك... إلخ مثل: مبتدأ مضاف وقوله: الفاء فيه بمعنى إلى هذه الجملة خبر المبتدأ ويروى في بعض النسخ: ومثله قوله بالضمير على أنه مبتدأ وخبر وهذه رواية فاسدة.
وقوله: البيتان مبتدأ محذوف الخبر أي مقروءان والمعهود في مثله البيتين بالنصب بتقدير: اقرا والجملة فيهما اعتراض. وإنما لم يكتبهما لشهرتهما.
وهذا هو الجواب الأول.
وأما الجواب الثاني فهو قوله: ويجوز أن يكون المعنى: قفا نبك بين منازل الدخول يريد أن المتعدد الذي تضاف إليه بين محذوف دل عليه ما قبله وقدر في المواضع الأربع لأن المعطوف شرطه غالبا أن يحل موضع المعطوف عليه.