خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٠
ولنا عنهما غنية بجعله صفة ثانية لمنزل أو بدلا من سقط اللوى مع أن في قوله مخالفة لقولهم: الجمل والظروف بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات.
ولا يخفي أنه لا حاجة إلى ادعاء حذف ما أو حذف مضاف لأن المبكي من أجله مذكور وهو قوله: من ذكرى حبيب ومنزل ومن فيه بمعنى اللام تعليلية والمبكي من أجله والمبكي عليه مآلهما واحد.
والأولى حمل تقدير الشارح هذا المضاف عليه بجعله ظرفا لنبك أو بدلا من منزل فيقرأ بالجر فيكون أشار به إلى أن المبكي من أجله منازل لا منزل واحد لأن المواضع أربعة وأقل منازلها مثلها.
والقول الثالث وهو قول الشارح المركب منهما محتاج إلى المعونة التي ذكرناها إذ لا يصح إلا بتقدير بين أماكن الدخول إلى حومل.
وقد أشار إليها ابن جني في سر الصناعة قال: إذا قلت: مطرنا بين زبالة فالثعلبية أردت أن المطر انتظم الأماكن التي ما بين القريتين يقروها شيئا فشيئا بلا فرجة فإذا قلت: مطرنا ما بين زبالة فالثعلبية أردت أن المطر وقع بينهما ولم ترد أنه اتصل في هذه الأماكن من أولها إلى آخرها انتهى.) وفي صنيع الشارح أمور: أحدها: قوله: وقد تجيء الفاء العاطفة للمفرد بمعنى إلى أراد أنها كانت عاطفة قبل مجيئها بمعنى إلى وأما بعده فهي متمحضة للغاية كما هو ظاهر من
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»