خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٤
إذ كانت تفعل ذلك في ضربته فبكي.
وأصل الكلام: إن اتصل المطر إلى زبالة فالثعلبية فهو مطرنا فذلك الذي ينبغي. فتحولت ما إلى لفظ الذي وأصلها الشرط ولزمت الفاء مراقبة لذلك الأصل ونابت عن إلى ولولا الشرط الذي بنيت المسألة عليه لم يعطف واحد بالفاء على مخفوض بين إذ لا يقال فيما تعرى من معنى الشرط: المال بين أبيك فأخيك.
وحكى الكسائي والفراء بن العرب: هي أحسن الناس ما قرنا فقدما معناه: ما بين قرن إلى قدم فلزمت الفاء لأن ما شرط في الأصل ومحسنة ذلك حسن إلى في موضع الفاء وانتصب ما في هذه المسألة على التفسير وانتصب القرن بنصب بين المسقط وعطفت القدم على القرن.
ثم نقل كلام الفراء وقال: وما في ذا المعنى لا تسقط فخطأ أن يقال: مطرنا زبالة فالثعلبية لأن ما وبين اسم واحد يدخل طرفاه فيه وما هي الحد بين الشيئين دليل هذا: أن الذي يقول: له علي ما بين الألف إلى الألفين يدل ب ما على استيفاء ما بين الألف والألفين.
ولو قال: جلست ما بين الدارين لم يكن جامعا لكل ما بينهما فأتت الفاء لمذهب الشرط وإن لم يذكر حرف الشرط كما لزمت الفاء مع أما فقيل: أما عبد الله فقائم لأن المعنى: مهما يكن من شيء فعبد الله قائم.
والفرق بين جلست ما بين عبد الله فزيد وجلست بين عبد الله فزيد: أن ما إذا حضرت كان الذي بين الطرفين مجلوسا في جميعه وإذا لم تكن ما احتمل الكلام جلوسا في بعض الذي بين المكانين.
فإذا قيل: عبد الله ما بين أخيك وأبيك فما منتصبة على انتصاب المحل وأصلها الشرط وما فإن قيل: عبد الله بين أخيك فأبيك فموضع عبد الله بعض ما بين الموضعين
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»