خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٣
صلة ل ما فقيل أعجبني ما بينكما فسقوط ما جائز وتقضي على بين بالرفع ولفظها منصوب. ولك أن ترفع بين الفعل وتعطي حق الأسماء فتضمر ما ولا تضمر الذي فإنها تكون وقتا ومحلا فالأول كقولهم: لا أكلمك ما دام للزيت عاصر فما موضوعة في موضع أبدا وانتصابها فيه كانتصاب لا أكلمك القارظ العنزي.
والثاني كقولهم: جلس ما بين الدارين واستوى ما بين المنزلتين وأقام ما بين المسجدين فلما أتت ما محلا أي: ظرفا ووقتا ضارعت المحل الذي بعدها فكفى منها. واختصت بين بالنيابة عن ما لأن ما تكون شرطا وبين يشرط بها في قولهم: بينما أنصفني ظلمني وبينما اتصل بي قطعني.
وأما الذي فلا يعرف له ذلك ولا يستعمل فيه. ول ما معنى ثان هو الجزاء في أصل البنية وإقرارها على لفظ الذي وذلك قول العرب: مطرنا ما زبالة فالثعلبية فزرود.
حكاه الكسائي عن العرب ومعناه: مطرنا ما بين زبالة إلى الثعلبية فنابت زبالة عن بين وجعل نصب بين فيها ونسقت الثعلبية فزرود عليها ونصبت ما بمطرنا على أن لفظها الذي ولزمت الفاء مكان إلى ولم يصلح مكانها واو ولا ثم ولا أو ولا لا لأنها تحفظ تأويل الجزاء) وتجري في هذا الكلام مجراها في: إن زرتني فأنت محسن ولا يجوز: و أنت لأنه لا يوصل الشرط إلا بالفاء
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»