خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٢
ولا تصلح الفاء مكان الواو فيما لم تصلح فيه إلى كقولك: دار فلان بين الحيرة والكوفة محال وجلست بين عبد الله فزيد محال إلا أن يكون مقعدك آخذا للفضاء الذي بينهما وإنما امتنعت) الفاء من الذي لا تصلح فيه إلى لأن الفعل فيه لا يأتي فيتصل وإلى يحتاج إلى اسمين يكون الفعل بينهما كطرفة عين.
وصلحت الفاء في إلى لأنك تقول: أخذ المطر أوله فكذا وكذا إلى آخره. فلما كان الفعل كثيرا وفيه فوائد: منها قوله: هي حسنة ما قرنها فقدمها. وبه يرد على الدماميني في قوله: على ما قرنا إلى قدم: كون أصله: ما بين قرن دعوى لا دليل عليها. ويجوز أن تكون ما زائدة وقرنا تمييز أو منصوب على نزع الخافض. انتهى.
ويأتي في كلام أبي حيان حقيقة ما. والقرن بفتح القاف وسكون الراء: الخصلة من الشعر بضم الخاء المعجمة.
ومنها ضابط سقوط بين وهو غير موجود في الشرح.
ثالثها: قوله: ولا يجوز حذف ما لكونه موصولا فإنه لم يشبع الكلام على ما الواقعة مع بين فإنه يجوز حذفها في غير هذين المثالين ولم يشرح وجه موصوليتها فيهما.
وقد تكفل ببيان ذلك جميعه أبو حيان في تذكرته قال: إذا أتيت ببين
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»