خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٣٥
وقوله: فإن أهلك... إلخ هذا الكلام تسل عن العيش بعد قضاء حاجته وإدراك ثأره ولولا ما تسهل له من ذلك لكان لا يسهل عليه انقطاع العمر ولو مات لمات بغصة.
فيقول: إن أمت فرب رجل ذي غيظ وغضب تكاد نار عداوته تتوقد توقدا أنا فعلت به كذا.
وقوله: مخضت بدلوه... إله هذا جواب رب يقول: رب إنسان هكذا أنا حركت بدلوه التي أدلاها في الأمر الذي خضنا فيه حتى ملأتها. وجعل الدلو كناية عن السبب الذي جاذبه فيه والطمع الذي جرأه عليه.
قال: فتحسى دلو الشر مملوءة أو قريبة من الامتلاء. وقراب الملء: أن يقارب الامتلاء. ويقال:) قراب بكسر القاف وضمها.
والمعنى: جعلت شربه من الشر شربا مرويا. فكأن المراد أن هذا المعادي الممتلئ غيظا لما ألقى دلوه يستقي بها الماء من بئري ملأتها شرا وجعلته سقياه.
والمخض بالخاء والضاد المعجمتين: تحريك الدلو في البئر ليمتلئ. والذنوب: الدلو التي يكون لها ذنب وهي هنا مثل: يقول: جنيت عليه الشر حتى مله.
وقوله: بمثلي... هذا البيت وما بعده لم يقع في أصل المرزوقي حتى
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»